41أجل مناقشة أسباب التخلّف الاقتصادي لدى المسلمين عام 1907م. فقد أزعج رضا إسراع الشيخ علي يوسف ومصطفى كامل (المواليين للخديوي) والشيخ محمد توفيق البكري (شيخ مشايخ الطرق الصوفية) للاستيلاء على اللجنة التحضيرية للمؤتمر؛ ولذلك بادر بعد تردّد إلى معارضته بحجّة أنّ الفكرة في الأصل للأفغاني، ثمّ لمحمّد عبده وتيّار المنار، وقد رأى هؤلاء جميعاً أن يكون المؤتمر بمكّة (23) .
وهكذا فإنّ الصراع على مكان المؤتمر أصبح يخفي في الحقيقة صراعاً على السلطة داخل العالم الإسلامي بين السلطنة (اسطنبول) ، ومصر (الخديوي عبّاس الثاني) ، والتحالف الإصلاحي / الشامي. وقد تراجع هذا الصراع عن واجهة الأحداث بقيام الحركة الدستورية في إيران (1905 - 1906م) ثمّ في الدولة العثمانية (1908م) ؛ إذ ما عاد الإصلاحيون يرون ضرورةً للاحتجاج السياسي (1908- 1912م) ما دام العمل الداخلي ممكناً. على أنّ العمل الإصلاحي المرتبط بفكرة المؤتمر بمكّة ما عاد له طابعه الإسلامي العامّ حتّى في العهد الدستوري العثماني؛ بدليل حدوث مؤتمر باريس (1913م) ، الذي لم يشهدْهُ من الإصلاحيّين غير الشوام، والذي كانت مطالبه شامية وعربية تتراوح بين اللامركزية، وبين الدعوة للانفصال عن السلطنة بحجّة السياسة الطورانية والتتريكية للدستوريين الأتراك (24) .
أمّا دعاة العالمية الإسلامية من بين الإصلاحيين غير الشوام؛ فإنّ مقترحاتهم للمؤتمر عادت للارتباط بالدولة العلية بدون تأكيد على الخلافة التي تراجعت ايديولوجيتها بتنحية السلطان عبد الحميد الثاني عام 1909م.
فالتضامن الإسلامي كما يرى الإيراني ميرزا علي آغا (ت1918م) يتطلّب مؤتمراً يمكن أن ينعقد بمكّة أو باسطنبول، والتتري محمد مراد (1853- 1912م) يرى عقد المؤتمر باسطنبول برئاسة شيخ الإسلام وليس الخليفة. واللجنة المركزية لجمعية