151فيما راح المشركون يعدّون أنفسهم بمواصلة وملاحقة المسلمين خاصّة المهاجرين وإن فرّوا بأنفسهم وتركوا أموالهم لاستئصالهم. . خوفاً من أن تقوى شوكتهم وينتشر أمرهم، ويذيع بين قبائل العرب صيتهم، فتدور الدائرة على قريش وسلطانها. .
كانت لقريش رحلتان تجاريتان لِإِيلاٰفِ قُرَيْشٍ * إِيلاٰفِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتٰاءِ وَالصَّيْفِ. . . 1.
وكانت هاتان الرحلتان تشكِّلان العصب التجاري والاقتصادي المهمّ في حياتها بما تدرّان عليها من نعمٍ عظيمة ومالٍ وفير.
التفت المسلمون لذلك ورأوا أنّ فرصتهم آتية، وأنّ مسير قوافل قريش قريب منهم، وبالتالي إذا تمكّنوا منها فإنّهم يحصلون عوضاً عمّا ضيّعوه وتركوه في مكّة من أموالهم. . ويثأرون لأنفسهم، ويشفون صدورهم من مشركي قريش الذين أذاقوهم العذاب تلو الآخر، خاصّة وأنّ هذه القوافل هي لزعماء قريش وكبرائها لا لعوام الناس وسوادهم.
في خريف السنة الثانية للهجرة وردت أخبار إلى المدينة مفادها أنّ قريشاً خرجت قافلتها إلى الشام وعلى رأسها أبو سفيان مع ثلاثين أو أربعين رجلاً، وبما أنّهم محارِبون للّٰهولرسوله، راح رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وجمع من الصحابة يترصّدون أخبار عودتها من الشام وهي محمّلة، فقطعوا عليها طريق عودتها إلى مكّة، وكانت أهداف المسلمين من هذا العمل ويصحّ أن تكون أسباباً له:
أوّلاً: تنفيذ ما ندبهم إليه رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله حيث قال: «هذه عير قريش فيها أموالهم فاخرجوا إليها لعلّ اللّٰه يُنفلكموها» .
ثانياً: أخذ ما تحمله من أموالٍ عوضاً عمّا تركوه في مكّة واستحوذ