117العلماء العاملين، فلا ينبغي معاملة الجميع بهذه المعاملات، والبناء على نسبتهم إلى الشرك من دون قيام البيّنات.
فقف يا أخي في مواضع الشبهات؛ لئلّا تقع في الهلكات. وإنّي - واللّٰه - فرحٌ مسرورٌ بدفعك عن أبناء السبيل كلّ محذور، وأمرك بالصلاة والصيام، وإنفاذ ما شرع النبي (صلّى اللّٰه عليه) من الأحكام، إلّاأنّي أخشى عليك أن تأخذ العالم بذنب الجاهل، والمنصف بورطة المعاند المجادل، وفّقنا اللّٰه لطريق الصواب، والفوز برضاه في يوم الحساب، فإنّه أرحم الراحمين.
المقصد الخامس: في القسم بغير اللّٰه
لا يرتاب مسلم في أنّ القَسَمَ بغير اللّٰه، على وجه إرادة صاحب العظمة والكبرياء والملكوت والقدرة والجبروت، باعث على الخروج عن ربقة المسملين 1.
وأمّا إرادة مجرّد التأكيد، فلا يلزم منه كفر ولا إشراك بديهةً، إذ ليس مدار الكفر على مجرّد العبارات. ويدلّ على ذلك أنّه قد ورد القسَم بغير اللّٰه متواتراً في كلام الصحابة والتابعين، بل في كلام خاتم النبيّين صلى الله عليه و آله.
ففي كتاب علي عليه السلام إلى معاوية: لعمري، لإنْ نظرتَ بعقلك دون هواك، لتجدني أبرأ الناس من دم (عثمان) 2.
وفي كلام له آخر: وأمّا تحذيرك إيّاي أن يحبط عملي وسابقتي في الإسلام، فلعمري، لو كنتُ الباغي عليك لكان لك أنْ تحذِّرني ذلك.