227مكتشف آخر هو بلغريف وتاليه داوتي. وسيضع هذان الرجلان تقليداً جديداً في تاريخ الرحلات إلى الجزيرة العربية ذلك هو تخلّيهما عن اتّخاذ صفة المسلم 1.
الشخصية المغامرة
وككلّ الشخصيّات المثيرة للجدل، فإنّ المؤرِّخين - والبريطانيّين تحديداً - اختلفوا في تقييم بورتون، ولو أنّ الخلاف لم يتناوله كرجل غامض. . لكن البعض رأىٰ فيه، في تلك المرحلة التوسّعية من تاريخ بريطانيا، شيئاً شبيهاً بالجنرال غوردون الذي حاول تطويع السودان بقوّة المدفع. .
وفي حين ينظر «روبن بيدويل» بخِفّة إلى بدايات بورتون واختياره اللغة العربية في اوكسفورد، فإنّ مؤرّخين آخرين يرون في هذا الاختيار تكريساً للغة أحبّها منذ البداية.
وفي حين يرىٰ بيدويل في سفر (والده) جوزيف بورتون إلى فرنسا وايطاليا شيئاً من «الغجريّة» في دماء العائلة، فإنّ البعض الآخر يرىٰ تفسيرات أكثر دقّة في سِيَر بورتون الاُخرىٰ. والواقع أنّ سفر جوزيف بورتون في العام 1821، أي بعد قليل من رؤيته للنور، هو الذي سيغيّر الكثير من مجرىٰ حياته.
كان هناك محرِّك واحد لريتشارد بورتون هو حبّ الشهرة، إنّها الرغبة التي لن تشبع أبداً. . كما كان بورتون مجموعة من المتناقضات 2فقد كان يواجه إهمال وعدم احترام بعض الناس له بشجاعة ومرارة، حتّى إنّه كان يطيب له أن يظلّ مجهولاً، ومع ذلك فقد كان على يقين أنّ العالم لا يمكن أن يغفل اسمه في النهاية.
لقد كان بورتون محبّاً للظهور بشكل ربّما اعتبره أبناء طبقته من الانگليز ممجوجاً ومبتذلاً، وكان طيلة حياته متضايقاً، أو ربّما أتلفه ضيق الاُفق الذي كان رجال طبقته على النقيض يتفاخرون به. ويجب أن نضيف أيضاً - يقول بيتربرينت -: «إنّ القوّة الدافعة والزخم الذي جعل من بورتون ذلك الرجل الاسطوري يعود الفضل فيه إلى حبّ زوجته له حبّاً يقرب من العبادة، بشكل يفوق أي مجهود آخر بذله هو