189
إن الحكم إلّاللّٰهأمرَ ألّاتعبدوا إلّاإيّاه ذلك الدين القيّم. . . 1ومن لم يحكم بما أنزل اللّٰه فأولئك هم الكافرون 2.
فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى اللّٰه والرسول 3.
وخلق كلّ شيء فقدّره تقديراً 4.
ملاحظة أوّلية
1 - يعتبر المسلمون أنّ القرآن الكريم وحي إلهي يخطّط (نظاماً شاملاً) لحياتهم. ولكنّ المجتمع الإسلامي التاريخي، رأىٰ في «حواره» مع النصّ القرآني الكريم إطارين:
الإطار الأوّل: يشمل مجموع العقائد والكلّيات والأسس.
وإطاراً ثانياً: ينطوي علىٰ جملة فرائض وتشريعات تفصيليّة.
وهذا ما يطرح على الباحث سؤالاً وهو: كيف تعامل المسلمون مع العقائد والكلّيات والأسس العامّة؟
يرى المسلمون أنّ المشكلة محسومة فيما يخصّ الفرائض والتشريعات، ولكنّه يطرح الإشكال فيما يخصّ الإطار الأوّل، أيمجموعة العقائد والكلّيات والأسس، إذ كيف يمكن للمسلمين في «الزمان والمكان» أن يستلوا من هذه الكلّيات قواعد تفصيليّة زمنية؟
2 - يعتبر المسلمون أنّ التجربة المحمّدية التاريخيّة، هي الشكل الأرقىٰ للحوار ما بين المسلم وبين كلّيات النصّ القرآني الكريم، إذ بلور وجسّد الرسول في دعوته وممارساته المختلفة، نهجاً وقواعد تاريخية، إليها يرجع المسلمون في الزمان والمكان، ليتشكلوا منهاجاً وعقيدة وسلوكاً بما يسمح لهم بالتواصل مع النصّ القرآني بأرقى الأشكال التي عرفت في التاريخ الإسلامي.
إذاً هنا تتوسط التجربة المحمّدية العلاقة ما بين المسلمين في ظروفهم التاريخية المختلفة، وما بين النصّ القرآني الكريم، تشريعاً، ومنهاجاً وسلوكاً.