188والثاني: لاستكمال أدوات الصراع الفكري في مواجهة طغيان الفكر الفرعوني المعاصر.
من هنا نرىٰ أنّ تعميق فهمنا لظاهرة الحجّ، بهدف تكوين أفق موسوعي، يسدّ ثغرة كبيرة في الذاكرة الفكريّة ويعطي للمزاج الإبداعي الإسلامي دفعة مهمّة للأمام تحصيناً لشخصيتنا الفكريّة وتدعيماً لقوّتها في مواجهة جميع الأفكار الخبيثة التي بثّتها الوثنيّة المعاصرة في ثنايا الجسد الإسلامي حول عقيدته وفكره وشخصيّته.
المجتمع التوحيدي (تعريف)
المجتمع التوحيدي، هو المجتمع الذي يستمدّ من القرآن الكريم أسس وقواعد تكوينه الكلّية، ويحاول التواصل مع هذا النصّ في عقيدته وعبادته، في تشريعاته ونظامه، وفي نظمه الخلقية والسلوكيّة. كما يستمدّ المجتمع التوحيدي من القرآن الكريم «منهجاً» و «نظرة» محددتين؛ بهما يواجه هذا المجتمع قضاياه المختلفة، وعلىٰ هديهما يتعامل مع الآخرين.
إنّ هذه العقيدة وهذا المنهج يزودان المجتمع التوحيدي بنظرة معيّنة للإنسان والأمّة، والوجود والكون، والقضايا المختلفة التي يواجهها. بذلك لا يكون المجتمع التوحيدي عبارة عن مجموعة «المسلمين» ، بل يتخطّىٰ ذلك إلىٰ حالة اجتماعيّة تاريخيّة كليّة، تعبر عن نفسها في مختلف المجالات والميادين العقيديّة والثقافيّة والاقتصاديّة والسياسيّة والفنّية والفقهيّة «إنّ التصور الإسلامي للألوهيّة وللوجود الكوني وللحياة، وللإنسان. . . تصوّر شامل كامل. ولكنّه كذلك تصوّر واقعي إيجابي» .
- «لا إله إلّااللّٰه» :
أي ردّ الحاكميّة للّٰهفي أمرهم كلّه، طرد المعتدين علىٰ سلطان اللّٰه بادّعاء هذا الحقّ لأنفسهم، إقرارها في ضمائرهم وشعائرهم، وإقرارها في أوضاعهم وواقعهم.