190وبذلك يتقدم المجتمع التوحيدي خطوات كبيرة في حلّ إشكاليّة العلاقة ما بين الظرفي والزمني والمحدود والخاص (أي التاريخي) وما بين الكلّي والمطلق والعام (القرآن الكريم) .
3 - يطرح المسلمون سؤالاً حول كيفيّة حلّ المعضلات التي لم يواجهها الرسول في عمره، وواجهت المسلمين فيما بعد. هنا يرجع المسلمون إلىٰ مقولتي:
الإجماع والاجتهاد.
4 - الإجماع: «هو اتّفاق المجتهدين من هذه الأمّة في عصر من العصور علىٰ كلّ حكم شرعي، والاتفاق هو الاشتراك في الاعتقاد أو القول أو الفعل» .
5 - الاجتهاد أيالاجتهاد في الظرف والمكان، علىٰ ضوء ما تقدّم من نصّ وسنّة وإجماع، وفق شروط و مقاييس محدّدة.
الحجّ كظاهرة
يحتلّ الحجّ كفريضة موقعاً أساسياً في بناء وحركة المجتمع التوحيدي، إذ تعتبر هذه الفريضة أحد أركان الإسلام، فالجماعة المسلمة تتعامل مع الحجّ باعتباره فريضة علىٰ كلّ مسلم ومسلمة إلىٰ «يوم الدين» ، مهما تغيّرت الظروف وتقلبت الأحوال.
وللّٰه على الناس حجّ البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإنّ اللّٰه غنيّ عن العالمين 1.
ويتواصل الحجّ مع منظومة عبادات لدى المسلمين، تبدأ بالصلاة والصوم، وتتوج بالحجّ. إلّاأنّ هذه العبادات المختلفة، رغم ما يجمعها من خصائص مشتركة، يبقىٰ لكلّ منها خاصّية وفرادة، تتطلّب من الباحث والعالم إعمال الفكر من أجل تحديد هذه الخاصّية؛ لذا فالحجّ، كظاهرة يمكننا القول: إنّها في الوقت الذي تندرج فيه ضمن نظام أعم من العبادات تحمل منطقها وقواعدها ووظائفها المميّزة، إلّاأنّنا معنيّون في الوقت نفسه بكشف أبعاد وخصائص وسمات هذه