58قال: أعطاني وهو راكع.
فكبّر النبيّ صلى الله عليه و آله ثمّ قرأ: وَمَنْ يَتَوَلَّ اللّٰهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللّٰهِ هُمْ الْغَالِبُونَ 1.
وفي هذا يقول حسان بن ثابت:
أبا حَسَنٍ تفديك نفسي ومهجتي
وهناك مصادر كثيرة من الفريقين أكّدت هذا المورد لهذه الآية المباركة 2.
فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللّٰهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ 3.
قد ينتهيالجدال إلىٰ باب أو طريق مسدود، فيقف كلا الطرفين متمسكاً بما عنده، وهنا قد يبادر أحدهما حرصاً منه على الثمرة، فيعلن شيئاً - بعيداً عن أدلّة كلّ منهما؛ لأنّ الحجج والأدلّة لم تؤدِ إلىٰ نتيجة - يحسم ذلك النزاع، وهو ما فعله رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله - المتيقن للحقّ الذي بين يديه - في نقاشه الحاد مع نصارىٰ نجران، الذين راحوا يتمسكون بباطلهم، وحتّىٰ يكشف القناع عن وجوههم وعنادهم، فدعاهم إلى المباهلة بأن يدعو كلّ فريق أحباءه الخلّص، ثمّ يدعو اللّٰه تعالىٰ أن يصبّ لعنته وغضبه على الكاذب منهما وأن يطرده من رحمته.
الواحدي في أسباب النزول عن جابر بن عبداللّٰه أنّه قال: قدم وفد أهل نجران على النبيّ صلى الله عليه و آله: العاقب والسيد، فدعاهما إلى الإسلام، فقالا: أسلمنا قبلك،