59قال: كذبتما، إن شئتما أخبرتكما بما يمنعكما من الإسلام، فقالا: هات أنبئنا، قال:
حبّ الصليب، وشرب الخمر، وأكل لحم الخنزير [ وفي رواية أخرىٰ عن الحسن أنّه عليه السلام قال لهما: كذبتما يمنعكما من الإسلام [ ثلاث ] : سجودكما للصليب، وقولكما:
اتخذ اللّٰه ولداً، وشربكما الخمر، فقالا: ما تقول في عيسىٰ؟
قال: فسكت النبيّ صلى الله عليه و آله ونزل القرآن: ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَليْكَ مِنْ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ * إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللّٰهِ - إلىٰ قوله - فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ. . . . فدعاهما رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله إلى الملاعنة، فوعداه إلىٰ الملاعنة علىٰ أن يغادياه بالغداة، فغدا رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله فأخذ بيد عليّ وفاطمة، وبيد الحسن والحسين، ثمّ أرسل إليهما، فأبيا أن يجيبا، فأقرّا له بالخراج، فقال النبيّ صلى الله عليه و آله:
«والذي بعثني بالحقّ لو فعلا لمطر الوادي ناراً» .
قال جابر: فنزلت فيهم هذه الآية: فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ .
قال الشعبي: أبناءنا: الحسن والحسين، ونساءنا: فاطمة، وأنفسنا: عليّ بن أبيطالب رضي اللّٰه عنه 1.
وفي الكشّاف. . . فقال أسقف نجران: يا معشر النصارىٰ! إنّىٰ لأرىٰ وجوهاً لو شاء اللّٰه أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله بها، فلا تباهلوا فتهلكوا، ولا يبقىٰ علىٰ وجه الأرض نصراني إلىٰ يوم القيامة 2.
ولما سئل أبوعبدالرحمن محمّد بن عائشة عن أفضل أصحاب رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله، راح يعدد أصحاب رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله فقال: أبوبكر، وعمر، وعثمان، وطلحة، والزبير، وسعد، وسعيد، وعبدالرحمن بن عوف، وأبوعبيدة بن الجرّاح.
فقال له السائل: فأين علي بن أبيطالب عليه السلام؟
قال: يا هذا! تستفتي عن أصحابه أم عن نفسه؟
قال: بل عن أصحابه.