229
الشاهد الثالث: كلام ابن الجوزي
مانقله ابن الجوزي:
«قال أحمد في الفضائل: حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا حبيش بن الحرث بن لقيط النخعي عن رياح بن الحرث قال:
جاء رهط إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقالوا:
السلام عليك يامولانا وكان بالرحبة فقال: كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب؟
قالوا: سمعنا رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله يقول يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه. قال رباح: فقلت: من هؤلاء؟
فقيل: نفر من الانصار فيهم أبو أيوب الانصاري صاحب رسولاللّٰه صلى الله عليه و آله (59) .
الشاهد الرابع: تهنئة عمر بن الخطاب لعليّ عليه السلام
ما ورد عن الخليفة الثاني أنه قال لعلي بعد حديث الغدير: «هنيئاً يا ابن أبيطالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة» (60) .
ومن الواضح أنّ عمر لا يريد أن عليّاً أمسى ناصراً أو محبّاً لكل مؤمن ومؤمنة، إذ هذا المعنى صادق على الصحابة الأخيار (رض) بل يريد ثبوت الولاية له من قبل النبي صلى الله عليه و آله، لأن هذا المعنى هو الذي يستحق التهنئة عليه إذ مجرد الحب والنصرة لا يوجب تهنئة الشخص عليها، فلابد أن يكون المراد بالمولى هو المعنى العظيم لها وهو الأولوية والامامة على المسلمين، وهو المعنى الذي يستوجب التهنئة عليه، وإن كان في الحقيقة مسؤولية عظيمة.
الشاهد الخامس: احتجاج علي عليه السلام بحديث الغدير:
احتجاج علي عليه السلام على جماعة الشورى بعد وفاة عمر بن الخطاب، حين رأهم قد عزموا على مبايعة عثمان، حيث قال لهم عليه السلام:
«نشدتكم باللّٰه هل منكم أحد نصبه رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله يوم غدير خم بأمر اللّٰه تعالى فقال: «من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه غيري؟
قالوا لا.» (61) .
فقد استشهد علي عليه السلام بهذا الحديث على أنه أولى من غيره (عثمان وغيره) بمقام الولاية، وليس هذا إلّاأنّ حديث