20بعد أن وضعك رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله في حجره وضمّك إلى صدره وكنفك في فراشه ومسّك جسده الطاهر وأشمّك عَرْفه. . فجنيت بروض النبوّة ورداً وذقت بكأسها شهداً.
وكيف لا تجني ذلك كلّه وقد اختارتك السماء برعماً تحتضنك شجرة النبوّة والرسالة، ثمّ لتكون بعد ذلك بقية النبوّة والامتداد الطبيعي للرسالة. . ؟ !
روت فاطمة بنت أسد «اُمّ عليّ» : بينا أنا أسوق هدياً إذ استقبلني رسولاللّٰه صلى الله عليه و آله، وهو يومئذ غلام شاب قبل البعثة فقال لي: يا أمّاه إنّي أُعلمك شيئاً فهل تكتمينه عليَّ؟
قلت: نعم.
قال: اِذهبي بهذا القربان فقولي: كفرت بهبل (كبير آلهة المشركين وهو أوّل صنم نصب بمكة) وآمنت باللّٰه وحده لا شريك له.
فقلتُ: أعمل ذلك لِما أعلمه من صدقك يا محمّد، ففعلت ذلك.
فلمّا كان بعد أربعة أشهر، ومحمّد يأكل معي ومع عمّه أبي طالب، إذ نظر إليَّ وقال: يا اُمّ ما لَك! مالي أراك حائلة اللون؟ !
ثمّ قال لأبي طالب: إن كانت حاملاً اُنثى فزوجنيها.
فقال أبو طالب: إن كان ذكراً فهو لك عبد، وإن كان اُنثى فهو لك جارية وزوجة.
فلمّا وضعتُه - في الكعبة - جعلته في غشاوة، فقال أبو طالب: لا تفتحوها حتّى يجيء محمّد فيأخذ حقّه.
فجاء محمّد ففتح الغشاوة فأخرج منها غلاماً حسناً فشاله بيده، وسمّاه عليّاً، وأصلح أمره، ثمّ إنّه لقمه لسانه فما زال يمصّه حتّى نام.
وقد سمّته أوّل الأمر حيدرة بمعنى أسد على اسم أبيها، فغلب عليه اسم عليّ الذي سمّاه به محمّد صلى الله عليه و آله.
* * *