21ثمّ راح عليّ عليه السلام الذي ما إن فتح عينيه في بيت أبي طالب حتىٰ وجد محمّداً صلى الله عليه و آله يضمّه إلى صدره ويبثّه كلماته ويعلمه خطواته. . .
ولمّا تزوّج خديجة رضوان اللّٰه عليها انتقل إلى بيته الجديد، ففارق بيت عمّه أبي طالب ولكنّه لم يترك برّه لعمّه ورعايته لابن عمّه عليّ عليه السلام، ومنذ ذلك اليوم راح يتعهده رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله ويرعاه رعاية خاصّة ومنذ نعومة أظفاره. .
وبدأ عليّ عليه السلام يلتهم زاده الوحيد مبادئ السماء وقيمها حتّى شحن بها فكره الثاقب، وغدت نفسه الطاهرة ترتشف الايمان وتستنشق عقيدته وعبيرها؛ لتسمو نفسه ولتصبح مصباحاً يستضيء به من حوله.
اخترتُ من اختاره اللّٰه
ولمّا مرّ أبو طالب في سنة أصابته بل أصابت قريشاً وقحط حلّ بهم وهو ذو عيال كثيرة، ويبدو أنّ الابتلاء هذا كان عامّاً لقريش بسبب ما عانته من الجفاف.
تقول الرواية: إنّ قريشاً أصابتها أزمة وقحط، فقال رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله لعمّيه حمزة والعبّاس: ألا نحمل ثقل أبي طالب في هذا المحل؟
فجاءوا إليه وسألوه أن يدفع إليهم وِلدَه ليكفوه أمرهم، فقال: دَعُوا لي عقيلاً وخذوا من شئتم - وكان شديد الحبّ لعقيل - فأخذ العبّاس طالباً، وأخذ حمزة جعفراً، وأخذ محمّد صلى الله عليه و آله عليّاً، وقال لهم: «قد اخترتُ من اختاره اللّٰه لي عليكم، عليّاً» .
فكان علي عليه السلام في حجر رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله منذ كان عمره ستّ سنين 1.
والذي أميل إليه أنّ عليّاً عليه السلام لم يكن ذلك القحط وهذا الجفاف هما السبب في ملازمته لرسول اللّٰه صلى الله عليه و آله، بل إنّ الأمر سبق هذا كلّه وسبق هذا العمر الذي يحددونه لبداية هذه الملازمة (6 سنوات) نعم الانتقال من بيت أبي طالب إلى بيت رسولاللّٰه قد يكون تمّ وعليّله 6 سنوات، إلّاأنّ تلك الرعاية من رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله لعليّ وذلك الاهتمام كان منذ اليوم الأوّل لولادته عليه السلام فرسول اللّٰه صلى الله عليه و آله حينما عاد من