19وفي دعاءٍ خاص لها قال: اللّهم اغفر لاُمّي فاطمة بنت أسد، ولقنها حجّتها، ووسِّع عليها مدخلها. وخرج من قبرها وعيناه تذرفان.
لقد كانت رضوان اللّٰه عليها لرسول اللّٰه صلى الله عليه و آله بمنزلة الاُمّ، بل كانت أُمّاً بكلّ ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، وقد كانت بارّة برسول اللّٰه صلى الله عليه و آله «لم يكن بعد أبي طالب أبرّ بي منها» 1، فحنانها وشفقتها ورعايتها له بلغت مبلغاً عظيماً حتّى فاقت رعايتها لأبنائها وكأنّها تعلم أنّ له مكانة عظيمة وشأنا جميلاً، تقول بعض الروايات كان أولادها يصبحون شعثاً رمصاً ويصبح رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله كحيلاً دهيناً.
هذا في مداراتها لرسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وحبّها له.
أمّا في إيمانها فقد كانت بدرجة عظيمة، ومن السابقات إلى الإسلام والمهاجرات الاُول إلى المدينة وهي بدرية 2.
فذاك أبوه وجدّه وهذه اُمّه، فهو وليد هذه الاُسرة الهاشمية المباركة.
ثمّ بعد هذا كان عليّ عليه السلام قد اختصّ بقرابة من رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله فهو إضافة إلى كونه ابن عمّه وقد ربّاه في حجره تربية الوالد لولده و. . . كان زوجاً لابنته الزهراء التي كانت بضعة منه صلى الله عليه و آله، وأباً لريحانتيه المباركتين الحسن والحسين عليهما السلام وكان أخاه يوم المؤاخاة، وكان خليفته ووصيه ووزيره وعيبة علمه. . .
بين يدي النبوّة
لقد كنت سيّدي شجرة طيّبة توسّطت روضة فيحاء وباحة خضراء ودوحة معطاء، فكان أصلها ثابتاً وفرعها في السماء تؤتي اُكلها كلّ حين بإذن ربّها.
ففي ربى النبوّة أبصرت النور بعد أن انبرى رسول الرحمة لرعايتك وتربيتك، ومن نسيمها العذب وأريجها الفوّاح تنشقت الحياة، ومن نمير ساقيتها الصافي الذي كانت النبوّة نبعه الدافق ارتشفت أوّل قطرة ماء، وعلى أديمها الأخضر كانت أوّل خطواتك. كان حضن النبوّة يرعاك فكنت في جنّة عالية، قطوفها دانية.
شممت رائحة النبوّة في مراحل حياتك الأولى، ورأيت نور الوحي والرسالة