197ثمّ ما باله يغضّ الطرف عن غلطه الشائن من أنّ ولادته عليه السلام كانت بعد عام الفيل بسبع سنين، لكنّه يردّ حديث ولادة البيت بعدم الثبوت؟
أنا أدري لماذا، وأنت تدري، وقبلنا الدياربكري يدري.
حديث الولاة والشعراء
وللشعر والشعراء قصب السبق في إثبات هذه الفضيلة للإمام عليه السلام وقد بلغت من الشهرة حتى لم تدع مجالاً لإنكارها أو التشكيك فيها. . وهنا يبدأ المؤلّف هذا الفصل وقبل أن يذكر القصيدة وقائلها، بمقدّمة جميلة جدّاً لا يسعنا تجاوزها أو اختصارها فهو يقول:
عرفت أن الحديث بلغ من الشهرة والثبوت بحيث لا يسع أيّ مُعْنِت إنكاره؛ ولذلك احتجّ به فريق كبير من المحقّقين في كتب الإمامة، وأرسله إرسال المسلّمات جموع من نياقد فن الحديث في باب الفضائل، وتبجّح به زُرافات من حَملة العلم ونقّاده في مؤلّفاتهم، وهنالك لفيف لا يُستهان بعدّتهم، ولا يُغمز في شيء من تثبّتهم وضبطهم من صيارفة القول، وصاغة القريض، وزبناء الشعر، بين عالم ضليع، وأديب بارع، وشاعر مبدع، تصدّوا لإثبات هذه الفضيلة فيما أفرغوه في بوتقة النظم، أو حاكوه على نول الحقيقة، فسار ذكرها مع الركبان وانتشر نشرها مع مهب الريح، كما مرّ عن الحميري والسرخسي والشفهيني والحرّ العاملي والأفتوني وغيرهم. ثمّ أخذ يذكر آخرين إتماماً لما ذكره سابقاً، أنظر الكتاب نفسه.
حديث الولادة مجمع عليه
بهذا العنوان صدّر الباحث الفصل الأخير من كتابه القيم هذا، بعد أن أثبت في فصوله السابقة حديث الولادة عند الفريقين وأنه حديث مشهور عندهم حيث أعاد قول الآلوسي «إنّه أمر مشهور في الدنيا» ، وأنه «في المناقب المتسالم عليها التي لا يفتقر ناقلها إلى كتاب» كما ذكر ذلك السيّد حيدر الآملي، وأنّ روايته مسندة عند الفريقين مصفقين على نقله وهو ما عرفناه عن ابن اللوحيّ. وأنّ العلّامة النوري