198ترقّى أكثر مصرّحاً بأنّ تلك الفضيلة لا يبعد كونها من ضروريات مذهب الإمامية، وأنها جاءت في أخبار غير محصورة وفي كلمات العلماء وفي ضمن الخطب والأشعار في جميع الأعصار، وهو إجماع الشيعة عليه كما نقل ذلك صاحب «مدينة المعاجز» عمّا ذكره ابن شهرآشوب في مناقبه، وفي مناقب المعصومين أنه إجماع أهل البيت عليهم السلام ثمّ ذكر أقوال بعض علماء الشيعة حيث أرسلوا ولادته عليه السلام في الكعبة إرسال المسلّمات نافين عنه أي شبهة وارتجاف، ومنهم العلّامة قطب الدين اللاهجي في كتابه (محبوب القلوب) فبعد أن نصّ على أنّ ولادته عليه السلام تمّت داخل الكعبة يوم الجمعة في الثالث عشر من رجب قبل الهجرة بثلاثة وعشرين عاماً قال: «ولم يولد في البيت الحرام قبله أحد سواه» مبيّناً أنّها «فضيلة خصّه اللّٰه تعالى بها إجلالاً له وإعلاءً لمرتبته وإظهاراً لكرامته» .
ويقرب من هذا أقوال كلّ من السيّد عباس الموسوي المكّي في رحلته (نزهة الجليس ومنية الأديب الأنيس) والسيّد نعمة اللّٰه الموسوي الجزائري (ت1112) في (الأنوار النعمانيّة) ، ونظام الدين الساوجي في تكملة الجامع العباسي لبهاء الدين العاملي ناصّاً أنّ «ولادته في جوف الكعبة» .
وفي مزار «أبواب الجنان وبشائر الرضوان» أرسله إرسال المسلم الشيخ خضر العفكاوي النجفي (ت1255) .
ومن ذلك ما ذهب إليه العلّامة الشريف الشيرواني في كتابه «الشهاب الثاقب» قائلاً: «إنّه ولد في مكّة ببيت اللّٰه الحرام» معقباً ذلك بقوله: «ولم يولد فيه قطّ سواه لا قبله ولا بعده» مخالفاً بذلك غيره من أنّ ولادته يوم 13 رجب ناسباً ولادته يوم الجمعة إلى القيل.
وفي «تقويم المحسنين» أثبت الفيض الكاشاني (ت 1091) في حوادث رجب: ولد علي بن أبي طالب عليه السلام في الكعبة قبل النبوّة باثنتي عشرة سنة وللنبي صلى الله عليه و آله يومئذ ثمان وعشرون سنة. وقد ماثله في ذلك الشيخ أبو محمد الديلمي