194فراسته، فكان عليه صلوات اللّٰه عليّاً في الدنيا والآخرة.
وعام مولد سيّدنا أمير المؤمنين - عليه صلوات اللّٰه - هو العام المبارك الذي بُدئ فيه برسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم فأخذ يسمع الهُتاف من الأحجار والأشجار ومن السماء، وكشف عن بصره فشاهد أنواراً وأشخاصاً. وفي هذا العام ابتدأ بالتبتّل والانقطاع والعزلة في جبل حِراء، وكان رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله يتيمن بذلك العام وبولادة سيّدنا عليّ - عليهما وعلى آلهما الصلاة والسلام - وكان يسمّيه: سنة الخير، وسنة البركة.
وقال المصطفى صلى الله عليه و آله لأهله عندما بلغته بشرى ولادة المرتضى: «لقد ولد لنا الليلة مولود، يفتح اللّٰه علينا به أبواباً كثيرة من النعمة والرحمة» . وكان قوله هذا أوّل نبوءته، فإنّ المرتضى - عليه صلوات اللّٰه - كان ناصره، والحامي عنه، وكاشف الغماء عن وجهه، وبسيفه ثبت الإسلام، ورسخت دعائمه وتمهّدت قواعده» 1.
وقد ضمّن قصيدته كلّ ذلك وغيره من حياة الإمام عليه السلام.
العلّامة السيّد محمّد الطباطبائي في الرسالة الموضوعة لتأريخ مواليد أئمّة الدين عليهم السلام ووفياتهم: أنّه عليه السلام «ولد بمكّة في جوف الكعبة، ولم يولد قبله ولا بعده أحد فيه سواه، إكراماً له من اللّٰه جلّ اسمه بذلك. . .» .
السيّد أبو جعفر الحسينيّ في شرح قصيدة أبي فراس الحمداني، تعيين يوم ولادته بالجمعة. . . ومحلّها بالكعبة 2.
قال الكفعميّ في (المصباح) : «. . . ولد عليّ بن أبيطالب عليه السلام في الكعبة، . . .» 3.
شيخ الإسلام الزنوزيّ في (بحر العلوم) : «أنّ محلّ ولادته عليه السلام الكعبة» .
النخجوانيّ في (تجارب السلف في تواريخ الخلفاء ووزرائهم) ، فرغ منه سنة 724: «أنّ عليّاً عليه السلام ولد في الكعبة. . . وسمّاه النبيّ صلى الله عليه و آله عليّاً، وكنّاه بأبي تراب» 4.
قال الحلبيّ في سيرته (إنسان العيون) : «إنّه عليه السلام ولد في الكعبة. . .» .