195ثمّ قال: «وقيل: الذي ولد في الكعبة حكيم بن حِزام، قال بعضهم: لا مانع من ولادة كليهما في الكعبة، لكن في (النور) حكيم بن حِزام ولد في الكعبة، ولا يعرف ذلك لغيره، وأمّا ما روي أنّ عليّاً عليه السلام ولد فيها، فضعيف عند العلماء» 1.
وأنت تجد من سياق العبارة - وهذا القول للشيخ - أنّ المعتمد عند الرجل هو ولادة الإمام عليه السلام في الكعبة، ولذلك ذكرها أوّلاً مُرسِلاً إيّاها إرسال المسلّم، ثمّ عزا ولادة حكيم بن حزام فيها إلى القيل إيعازاً إلى وهنه، ولذلك أردفه بجواب البعض عنه، لكنّه وجد لصاحب (النور) كلمة لم يرقه الإغضاء عنها بما هو مؤرّخ، أخذ على عاتقه إثبات المقول في كلّ باب، وإذ لم يجد جواباً عنها لغيره لم يشفعها به، واكتفى هو بما ذكرناه من اعتماده على حديث الولادة عن أن يردّ كلمة الرجل، لأنّه مؤرّخ لا مُنِقّب.
وقفة مع صاحب كتاب النور:
ويكفينا تفنيداً لقول صاحب النور نصوص علماء أهل السنّة في ذلك، ورواياتهم، كنصّ الحاكم والمحدِّث الدهلويّ بتواتر حديثه، وقول الآلوسيّ: «إنّه أمر مشهور في الدنيا» .
ثمّ واصل شيخنا كلامه: وأيّ عالم يردّ المتواتر، أو يعدوه أمر مشهور ثبوته في الدنيا فيضعّفه حتّى يقول الرجل بملء فيه: «إنّه ضعيف عند العلماء» ؟ ! وإن تعجب فعجب إثباته ولادة حكيم التي لم يستقم إسنادها، ولا اعترف بها مخالفوه وأُمم من موافقيه، وعلى فرض وقوعها فقد ذكرنا في غير مورد من هذه الرسالة وذكر الصفوريّ الشافعيّ: «أنّها من الصدف التي لا تُثبت فضيلة ولا تخرق عادة» .
ثمّ تضعيفه ولادة أمير المؤمنين التي أخبت بها أئمّة الحديث، وأثبتها نَقَلَة التاريخ، وطفحت بها كتب الأنساب، ونظّمتها الشعراء، وقال بها العلماء، وفيهم من ينفي أن يكون لغيره - صلوات اللّٰه عليه - مولد في البيت، وهو ما ورد عن الحاكم: «ولم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت اللّٰه الحرام سواه» . وما عن البدخشيّ