18فقال ابرهة: ما كان ليمتنع منّي.
فقال عبد المطلب: أنت وذلك، وصعد على الجبل وتضرّع إلى اللّٰه وأنشد:
يارب عادِ من عاداك
وامنعهموا أن يهدموا حماك
ثمّ راح يستحثّ قومه على ترك مكّة واللجوء إلى الجبل خشية بطش ابرهة وجيشه، والتوجّه إلى اللّٰه بالدعاء. فحلّت الكارثة بابرهة وجنده. . . وهناك سورة الفيل تحكي هذه الحادثة. .
أُمّه: فاطمة بنت أسد بن هاشم فهي ابنة عمّ أبي طالب وهي أوّل هاشمية تزوّجها هاشمي، وعليّ أوّل مولود (مع اخوته) ولد لهاشميين فقد تعوّد بنو هاشم أن يصهروا إلى اُسر اُخرىٰ. كانت ذات منزلة رفيعة، جعلتها من اللائي امتازت حياتهنّ بمواقف جليلة في حركة الأنبياء ومسيرتهم عبر التاريخ، فقد أثنى عليها رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وكان شاكراً لها ولمعروفها ورعايتها له، فكان يدعوها «اُمّي بعد اُمّي التي ولدتني» 1وراحت هي الاُخرى تفضّله على جميع أولادها الأربعة، فقد كان طالب أكبر أولادها ثمّ عقيل، ثمّ جعفر ثمّ عليّ، وكلّ واحد أكبر من الذي بعده بعشر سنوات، وكان عليّ عليه السلام أصغر أولادها.
حظيت هذه السيّدة والمرأة المؤمنة الطاهرة بمكانة عظيمة في قلب رسولاللّٰه، وتركت في نفسه آثاراً طيّبة راح يذكرها طيلة حياته، ويترحّم عليها ويدعو لها. .
تقول الرواية:
لمّا ماتت فاطمة بنت أسد أُمّ عليّ - وكانت قد أوصت لرسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وقَبِل وصيتها - ألبسها النبي صلى الله عليه و آله قميصه واضطجع معها في قبرها، فقالوا: ما رأيناك يا رسول اللّٰه صنعت هذا!
فقال: إنّه لم يكن أحد بعد أبي طالب أبرَّ بي منها، إنّما ألبستها قميصي لتكسى من حُلل الجنّة واضطجعت معها ليُهوَّن عليها.