247الأشعار ونحوه من الأغسال، وليوفوا نذورهم التي نذروها تقرّباً إلى اللّٰه تعالى من أعمال البرّ. والنذر: كلّ ما لزم الإنسان أو التزمه. ذكر أنّه:
وليطوّفوا طواف الركن أو الإفاضة، وقبل طواف الوداع، بالبيت العتيق أي القديم، فهو أقدم بيت للعبادة 1.
وينتهي الزحيلي أخيراً إلى أن قوله تعالى: وليطوفوا. . يدلّ على لزوم هذا الطواف، والمراد به طواف الإفاضة الذي هو من واجبات الحج، وينقل قول الطبري أنه: لا خلاف بين المتأولين في ذلك 2.
ثمّ راح يردّ على من يقول: إنّه طواف الوداع - وهو ما احتمله ابن عطيّة كما ذكره صاحب تفسير البحر المحيط الذي كان يذهب إلىٰ أنّه طواف الزيارة وهو ركن والذي به تمام التحلّل 3- أمّا القول بأنّه طواف الوداع (الصدر) فهو بعيد؛ لأنّ الطواف الذي يلي قضاء التفث إنّما هو طواف الإفاضة، فلا مناسبة هنا لطواف الوداع 4.
وبعد أن يذكر أنواع الأطوفة عند الفرق الإسلامية الأربعة ينتهي إلى أن طواف الإفاضة فرض وركن لا يتمّ الحجّ إلّابه بالاتفاق؛ لقوله تعالى:
وليطوّفوا بالبيت العتيق 5.
يقول الرازي حول هذه الآية في تفسيره الكبير: إنّ المراد الطواف الواجب وهو طواف الإفاضة والزيارة 6. وهو ما عليه القرطبي كما في أحكامه حيث يقول: هو طواف الإفاضة الذي هو من واجبات الحجّ 7، وقد نفى الطبري في تفسيره الخلاف فيه كما ذكرناه آنفاً 8.
وقد نفى الجصاص في أحكامه أن يكون الطواف المذكور في الآية غير طواف الحج: وليطوفوا بالبيت العتيق فالطواف المذكور هو طواف الحج لا غيره وهو طواف ركن لا واجب فقط يبطل الحج بتركه بنصّ هذه الآية، ولا يمكن الاستناد إليها على وجوب الأطوفة الأخرى عند الفريقين، فيبقى الطواف الواجب بنص القرآن الكريم هو طواف الحج الذي