246لحجّاجها كلّ شيء حرّم عليهم بالنحر وبعد إتمام الحجّ بالطواف الواجب طواف الزيارة.
يقول الشيخ مغنية في تفسيره:
وقد ذكر اللّٰه سبحانه وتعالى الطواف في صيغة المبالغة حيث يستحب الإكثار منه، كما يستحبّ الإكثار من الصلاة، فلقد اشتهر عن نبيّ الرحمة صلى الله عليه و آله أنّه قال: «الطواف بالبيت صلاة» 1.
وفي وصفه لهذا الطواف، بعد أن تطهر الحاج في منى من ذنوبه ومن قبلها في المزدلفة وعرفات وممّا تحيطه من أدران وأوساخ. . . وحلّ له كثيرٌ ممّا حرّم عليه بعد إحرامه، يقول القشيري صاحب كتاب لطائف الإشارات:
فيبدأ الطواف بالبيت حيث يطوف بنفسه حوله وبقلبه في ملكوت السماء، وبسرّه في ساحات الملكوت 2. .
الطواف المراد بالآية:
وقد اختلفت آراء المفسّرين والفقهاء حول الطواف المراد بهذه الآية فبعضهم وقف في مرادها عند الواجب فيما ذهب فريق آخر إلىٰ أنّ المراد الطواف الواجب والمستحب. .
السنّة:
فبعد قوله في تفسير هذه الآية: . . . وبالنحر ينتهي الإحرام فيحلّ للحاج حلق شعره أو تقصيره، ونتف شعر الابط، وقصّ الأظافر والاستحمام، ممّا كان ممنوعاً عليه في فترة الإحرام، وهو الذي يقول عنه:
ثمّ ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم التي نذروها من الذبائح غير الهدي الذي هو من أركان الحجّ.
يقول سيد قطب بخصوص آيتنا المذكورة: وليطوّفوا بالبيت العتيق طواف الإفاضة بعد الوقوف بعرفات، وبه تنتهي شعائر الحجّ، وهو غير طواف الوداع 3.
أمّا الزحيلي فبعد أن يقول: ثمّ أمر بالنظافة وإيفاء النذر والطواف فقال: ثمّ ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوّفوا بالبيت العتيق هذه أوامر بواجبات ثلاثة على سبيل الإيجاب، أي ليزيلوا الأوساخ من على أجسادهم بقصّ الأظفار وحلق