210
ومن أقواله ووصاياه التي تتسم بالحكمة:
كانت له أقوال ووصايا تتسم بالحكمة وتنمّ عن خبرة وتجربة وعن إيمان متجذر في نفسه وقلبه، كما تكشف عن أن الرجل يتمتّع بعقل قويّ وذهن حادٍ ونفسٍ صلبة وهمّة عالية. . كما أنّ هذه الوصايا تبين لنا أن أباذر كان مخلصاً صادقاً محبّاً لهذه الأمّة وراعياً لها لهذا نراه لم يبخل عليها بشيء، ومن كان سخياً بنفسه وحياته في سبيلها فهل تراه يبخل عليها بكلماته وأقواله ووصاياه إن رأىٰ فيها مصلحة لها؟ !
قالوا: يا أبا ذر، إنك امرؤ ما يبقى لك ولد.
فقال: الحمد للّٰهالذي يأخذهم في الفناء، ويدّخرهم في دار البقاء.
قالوا: يا أبا ذر، لو اتخذتَ امرأةً غير هذه؟
قال: لأن أتزوج امرأة تضعني أحبّ اليّ من امرأة ترفعني.
قالوا: لو اتخذت بساطاً ألين من هذا؟
قال: اللهم غَفراً، خذ مما خوّلت ما بدا لك.
- بعث حبيب بن مسلمة الى أبيذر وهو بالشام ثلاثمائة دينار، وقال: استعن بها على حاجتك، فقال أبوذر: ارجع بها اليه، فما أحد أغنى باللّٰه منا، لنا ظل نتوارى به، وثلة من غنم تروح عليها، ومولاة لنا تصدقت علينا بخدمتها، ثم إني لأتخوف الفضل.
- إن لك في مالك شريكين: الحدثان (الليل والنهار) والوارث، فإن استطعت ألّا تكون أبخس الشركاء حظاً فافعل.
- وشتمه رجل: فقال له: يا هذا، لا تُغرق في شتمنا، ودع للصلح موضعاً، فإنا لا نكافئ من عصى اللّٰه فينا بأكثر من أن نطيع اللّٰه فيه.