211- إني لأقربكم مجلساً من رسولاللّٰه صلى الله عليه و آله يوم القيامة، إني سمعت رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله يقول: «إن أقربكم مني مجلساً يوم القيامة من خرج من الدنيا بهيئة ما تركته فيها» وإنه واللّٰه ما منكم أحد إلّاوقد تشبث منها بشيء.
- وقال رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله: والذي بعثك بالحق لالقيتك إلّاعلى الذي فارقتك عليه.
- كان قوتي على عهد رسولاللّٰه صلى الله عليه و آله في كلّ جمعة صاعاً، فلست بزائد عليه حتى ألقاه.
- دخل شباب من قريش على أبي ذر - ممّن يريدون إيذاءَه - فقالوا له:
فضحتنا بالدنيا، وأغضبوه، فقال: ما لي وللدنيا، وإنما يكفني صاع من طعام في كلّ جمعةٍ، وشربة من ماء في كلّ يوم.
إلىٰ عند ذلك من الوصايا النافعة والأقوال الحكيمة. .
مواكبة رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله له:
حقّاً لقد تربى هذا الصحابي الجليل في بيت النبوة فنهل من أخلاقها، وتأدب بآدابها. وكان رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله يواكبه فإن وجد فيه ما يشين نبهه عليه، وإن وجد فيه خيراً ثبته عليه، وكان أبو ذر طوع بنان رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله منقاداً له أيما انقياد، ويسمع منه ويقتدي به. . .
يقول ابن سويد: نزلنا الربذة، فإذا رجل عليه برد، وعلى غلامه برد مثله، فقلنا له: لو أخذت بردَ غلامك هذا فضممته الى بردك هذا فلبسته كانا حُلّةً (الحلة عند العرب ثوبان، ولا تطلق على ثوب واحد) ، واشتريتَ لغلامك برداً غيره.
قال: إني سأحدثكم عن ذلك: كان بيني وبين صاحبٍ ليكلام، وكانت اُمّه أعجمية، فنلتُ منها. فأتى النبيّ صلى الله عليه و آله ليعذره مني. (يقال: من يعذرني من فلان؟ أي من يقوم بعذري إن أنا جازيته بسوء صنيعه) .