200الضعف، وأرهقه الفقر وقلة ذات اليد، ولكنه مع كلّ ما هو فيه علا إيمانه حتى جاوز عنان السماء.
وكان رأساً في الزهد والصدق والعلم والعمل قوالاً بالحقّ لا تأخذه في اللّٰه لومة لائم على حدَّة فيه. . وقد آخى رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله بينه وبين سلمان الفارسي. فاتته معركة بدر، وشهد فتح القدس 1.
إسلامه:
أما كيفية إسلامه، فالذي يظهر من بعض المصادر أنّ أبا ذر كان موحداً، فقد عرف أنه كان يتعبد ويكثر من العبادة قبل إسلامه، ففي رواية عبداللّٰه بن الصامت عن أبي ذر نفسه أنه قال: إني صليتُ قبل أن يُبعث النبيُّ بسنتين.
قلت: أين كنت توجّه؟
قال: حيث وجهني اللّٰه. كنتُ أصلي حتى إذا كان نصف الليل سقطتُ كأني خرقة. . .
وفي رواية أخرى، عن عبداللّٰه ابن الصامت أيضاً قريبة من الأولى: . . . قال:
وقد صليتُ يا بن أخي قبل أن ألقى رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله بثلاث سنين.
قلتُ: لمن؟
قال: للّٰه.
قلتُ: فأين توجّه؟
قال: حيث يوجهني ربّي، أصلي حتى إذا كان آخر الليل أُلقيتُ كأني خِفاء (كساء) حتى تعلوني الشمس 2.
وقد روي عن ابن عباس رضوان اللّٰه عليه في قصة إسلام أبي ذر أنّه قال:
أَلا أخبركم بإسلام أبي ذر؟ قلنا: بلى، قال: قال أبو ذر: كنت رجلاً من غفار، فبلغنا، أن رجلاً قد خرج بمكة يزعم أنه نبيّ، فقلت لأخي: انطلق الى هذا الرجل