201فكلّمه، وائتني بخبره، فانطلق فلقيه ثم رجع، فقلت: ما عندك؟ قال: واللّٰه، لقد رأيته رجلاً يأمر بالحقّ، وينهى عن الشرّ، فقلت: لم تشفِني من الخبر، فأخذت جراباً وعصا ثم أقبلت الى مكة، فجعلتُ لا أعرفه، وأكره أن أسأل عنه، وأشرب من ماء زمزم، وأكون في المسجد. فمرّ عليٌّ فقال: كأن الرجلَ غريب؟ قلت: نعم، قال:
فانطلق الى المنزل، فانطلقت معه، لا يسألني عن شيء، ولا أخبره. فلما أصبحت غدوت الى المسجد لأسأل عنه، وليس أحد يخبرني عنه بشيء، فمرّ بي عليٌّ فقال: ما آن للرجل أن يعود؟ قلت: لا، قال: ما أمرك، وما أقدمك هذه البلدةَ؟ قلت: إن كتمته عليَّ أخبرتك، قال: فإني أفعل، قلت: بلغنا أنه قد خرج رجلٌ يزعم أنه نبي، فأرسلت أخي ليكلمه، فرجع ولم يشفِني من الخبر، فأردت أن ألقاه.
قال: أما إنك قد رشدت لأمرك، هذا وجهي إليه فاتبعني، فادخل حيث أدخل، فإني إن رأيت أحداً أخافه عليك قمت الى الحائط، وامضي أنت. قال:
فمضى، ومضيتُ معه حتى دخل، ودخلت معه على النبيّ صلى الله عليه و آله، فقلتُ: يا رسول اللّٰه، أعرض عليّ الإسلام، فعرضه عليّ، فأسلمتُ مكاني، فقال لي: يا أبا ذر، اكتم هذا الأمر وارجع الى بلدك، فإذا بلغك ظهورنا فأقبل. قلت: والذي بعثك بالحقّ لأصرُخنّ ما بين أظهركم.
فجاء الى المسجد وقريش فيه، فقال: يا معشر قريش، إني أشهد أن لا إله إلّا اللّٰه، وأشهد أنّ محمداً عبدهُ ورسولهُ، فقالوا: قوموا الى هذا الصابئ فقاموا، فضربتُ لأموتَ، وأدركني العباس، فأكبّ عليّ ثمّ قال: ويحكم! تقتلون رجلاً من غفار، ومتجركم وممرّكم على غفار؟ فأقلعوا عني.
فلما أصبحت الغد رجعت، فقلت ما قلتُ بالأمس، فقالوا: قوموا الى هذا الصابئ، فضربوني، فأدركني العباس، فأكبّ علي 1.
وعن ابي ذر قال: كنت رابعَ الإسلام، أسلم قبلي ثلاثة، وأنا الرابع، فأتيت النبي صلى الله عليه و آله فقلت: سلام عليك يا نبيّ اللّٰه، أشهد أن لا إله إلّااللّٰه، وأشهد أنّ محمداً