40
الآية الثالثة:
إنّ أوّل بيت وضع للناس للّذي ببكّة مباركاً وهُدًى للعالمين .
هذه الآية المباركة - كما يرى الإمام - تقرّر أنّه ليس هناك أولوية ببيت اللّٰه على سائر الناس، لشخص أو مجموعة أو طائفة. . فإنّ الناس جميعاً، أينما كانوا، وفي أيّ بقعةٍ من بقاع الأرض، في مشارقها ومغاربها، مكلّفون أن يكونوا مسلمين، وأن يجتمعوا في هذا البيت الذي وُضع للناس، وأن يزوروا هذا البيت المقدّس.
«بيت اللّٰه الحرام هو أوّل بيت وضع للناس، إنّه بيتٌ عام، ليس لشخص ولا لنظام ولا لطائفة حقّ الأولوية فيه، سواء فيه أهل البادية وسكنة الصحراء والمتنقلون، والعاكفون وسكنة المدن» : سواءً العاكفُ فيه والباد .
«هذا البيت المعظّم بني للناس، ولقيام الناس، وللنهوض العام، ولمنافع الناس، وأيّ منافع أعظم وأسمى من قطع يد جبابرة العالم والظالمين من السيطرة على البلدان المظلومة» .
ثالثاً: صرخة البراءة هي صرخة المستضعفين المظلومين.
يرى الإمام أنّ إعلان البراءة لا يتجزّأ؛ لأنّه يمثِّل صرخة براءة المستضعفين والمحرومين بوجه المستكبرين الظالمين. . وبالتالي يُعبّر إعلان البراءة في موسم الحج من قبل المسلمين الآتين من أصقاع الأرض الإسلامية عن الرفض لكلّ الظالمين الذين يتحكّمون برقاب المسلمين.
يقول الإمام: «إنّ صرخة براءتنا من المشركين والكافرين اليوم هي صرخة البراءة من الظلم والظالمين، هي صرخةُ اُمّة ضاقت ذرعاً باعتداءات الشرق والغرب، وعلى رأسهم أمريكا وأذنابها، وغضبُ مَن نُهب بيتها وثرواتها» . ثمّ يقول:
«إنّ صرخة براءتنا هي صرخة الشعب الأفغاني المظلوم ضد الاتحاد السوفيتي» .
«وإنّ صرخة براءتنا هي صرخة الشعوب المسلمة المضطهدة في أفريقيا» .