28السياسي - الاجتماعي، ذلك لأنّ الإنانية هي اُمّ الأوثان وأعدى أعداء الإنسان، وأنّ «كلّ جهود الأنبياء من آدم حتّى الخاتم استهدفت كسر صنم الذاتية الذي هو أكبر الأصنام، ثمّ كسر بقية الأصنام» .
ولهذا يرى أنّ الطواف حول الكعبة «يرمز إلى عدم الالتفاف حول غير اللّٰه» ، كما هو «رمزٌ إلى عشق اللّٰه وتنزيهٌ للنفس من أن تخاف غيره تعالى» ، كما أنّ الصفا والمروة يمثِّل «السعي لإيجاد المحبوب» .
بيد أنّ سر تركيز الإمام على البعد (السياسي - الاجتماعي) في فريضة الحج يكمن في إيمانه بأنّ أعداء الإسلام ما تآمروا على بُعد من أبعاد الحجّ أكثر ممّا تآمروا على هذا البعد السياسي الاجتماعي، من أجل أن يفرغوا فريضة الحج منه، حتى غدا الحج أبعد ما يكون عن السياسة والاجتماع! ! يقول الإمام:
«إنّ من أكثر أبعاد الحجّ تعرّضاً للغفلة والهجران هو البعد السياسي لهذه المناسك العظيمة. ولقد عملت الأيدي الآثمة أكثر ما عملت - ولا زالت - على هجرانه» .
ولهذا فإنّ «المسلمين اليوم، وفي هذا العصر - عصر الغاب - مسؤولون أكثر من أيّ وقتٍ مضى على إبرازه وإزالة الحجب عنه» .
تغييب البعد السياسي: مؤامرة كبرى
يرى الإمام قدس سره أنّ تغييب البعد السياسي الاجتماعي الثوري لفريضة الحجّ ومناسكه إنّما هو مؤامرة كبرى تولّى كبرها عناصر ثلاثة:
العنصر الأوّل: الاستكبار العالمي (المتلاعبون الدوليون) .
العنصر الثاني: الحكّام العملاء التابعون.
العنصر الثالث: العلماء (المزيّفون +المتحجّرون) .
ولا يخفى أنّ العنصر الثالث يتضمّن طائفتين:
أ - المزيّفون المأجورون (وعّاظ السلاطين) ، أو (علماء البلاط) .