158عانينا من هذه المصائب، لكن شعبنا ما عاد مستعداً لقبول الذل والخضوع، وأنه يفضل الموت الأحمر على حياة الذل والعار. إننا مستعدون للقتل، وعاهدنا اللّٰه أن نقتدي بإمامنا سيد الشهداء الحسين بن علي عليه السلام» .
ثم يوجه الامام خطابه الى الحجيج قائلاً:
«أيها المسلمون المتضرعون الى اللّٰه قرب بيت اللّٰه.
ادعوا الى الصامدين بوجه أمريكا وساير القوى الكبرىٰ، واعلموا أننا لسنا في حرب مع العراق، بل إن شعب العراق يساند ثورتنا الاسلامية. نحن في صراع مع أمريكا، واليوم فإنّ يد أمريكا تجسّدت في حكومة العراق، وسيستمر هذا الصراع بإذن اللّٰه حتىٰ نحقق استقلالنا الحقيقي.
ولقد قلت مراراً؛ إنّنا رجال حرب، وليس للاستسلام معنىٰ في مفهوم الانسان المسلم.
أيّها البلدان غير المنحازة.
اشهدي أن أمريكا تستهدف إبادتنا، فكّري في الأمر قليلاً، وساعدينا على طريق تحقيق أهدافنا.
نحن أعرضنا عن الشرق والغرب، عن الاتحاد السوفيتي وأمريكا، لندير بلادنا بأنفسنا، فهل من الحق أن نتعرّض بهذا الشكل لهجوم الشرق والغرب؟ !
إنه لاستثناء تاريخي في أوضاع العالم الحالية أن يكون هدفنا منتصراً حتماً بموتنا وشهادتنا وانهزامنا» .
هذا هو. . . الطريق!
وككل عظماء التاريخ وصنّاع أحداثه ومنعطفاته الكبرىٰ، لم يكتفِ الامام بتعداد مظاهر الخلل وتشخيص مواطن الداء. . بل سرعان ما ينتقل الى طرح البديل. وها هو يرسم الخطوط العريضة لمشروع النهوض والوعي.
«أيها المسلمون المؤمنون بحقيقة الاسلام.
- انهضوا. . . ووحدوا صفوفكم تحت راية التوحيد، وفي ظل تعاليم الاسلام.
- واقطعوا أيدي القوىٰ الكبرىٰ الخائنة عن بلدانكم وثرواتكم الوفيرة.
- وأعيدوا مجد الاسلام.
- وتجنّبوا الاختلافات والأهواء النفسية. . فإنكم تملكون كلّ شيء.