87و 15 دقيقة وصلنا وادي النعمان، وعلى اليمين مبدأ بناء مجرى عين زبيدة، وفي الساعة 11 والدقيقة 8 وصلنا قهوة عرفات، وبعد الإستراحة قمنا الساعة 1 من ليلة السبت، وبعد 50 دقيقة بلغنا جامع نمرة بعرفات، وفي الساعة 2 والدقيقة 10 مررنا بين العلمين، وفي الساعة 4 ليلاً دخلنا مكة المباركة.
أقول: هذا الطريق هو طريق الهدا ولم يذكر أنه مرّ على قرن ولا النخلة اليمانية، كما أنه ذكر مروره بجامع نمرة بعرفات وبين العلمين، اللذين هما حدود الحرم، واللذين مرّ ذكرهما في كلام الفاكهي، ومنه يتبين أنه نفس الطريق الذي ذكره الفاكهي لم يتغير.
العياشي ذكر طريق الهدا (81)
وقد خرجنا إليها بعد العشاء على طريق الحاج إلى منى ثم مزدلفة ثم إلى بسيط عرفة، . . . ثم ارتحلنا من هناك قرب طلوع الفجر سلكنا مع طريق الساقية، التي تأتي من أصل الجبل إلى عرفات ثم إلى المشاعر ثم إلى مكة، ومنها تأتي المياه إلى مكة، وهذه من عمل بني العباس. . وهي من صدقات زبيدة بنت جعفر المنصور، هي صاعدة مع وادي نعمان وهو وادي عظيم أفيح منحدر من جبل نجد، فلم نزل نسايره صاعدين إلى أن قربنا من جبل أكرى فعدلنا يمينا مع بعض تلك الهضاب، . .
فلما زالت الشمس وتوضّأنا للصلاة، أخذنا في صعود الجبل العظيم، الذي لا يماثله في عظمته جبل من جبال تهامة. . . ورأينا القرود به تصيح وتثب في أعالي تلك الصخور، . . ثم ارتحلنا من ذلك المكان قرب صلاة الصبح وهبطنا عقبة هناك هي درن التي طلعناها بكثير إلا أنها وعرة، سلكنا في شعاب ذات مياه غزيرة ونبت ملتف إلى أن خرجنا على قرن الثعالب الذي هو ميقات أهل نجد. . . وإزاءها قرية ذات مزارع وأشجار. . . جاوزناها قرب الطلوع سلكنا بين تلول هناك في صعود وهبوط واستواء إلى أن وصلنا بلدة الطائف.
وقال (82) : وخرجنا منه ليلة السبت قريباً من نصف الليل على طريقنا، التي