236وسمي المكان بطابخ 1.
بعد سقوط جرهم عادت مكة لأبناء إسماعيل. وكان أول من تولى الزعامة من ذرية إسماعيل عليه السلام أياد بن نزار بن معد، لكن لم يستتب الأمر إلىٰ أياد حتىٰ نشب نزاع بين أياد ومضر، فكانت بينهم حروب كثيرة حتىٰ ظهرت مضر علىٰ أياد، فأنجلوا من مكة إلى العراق قرب الكوفة، واجلاهم كسرىٰ أنوشيروان إلىٰ تكريت والجزيرة والموصل، ثم نزحوا منها إلىٰ بلاد الرومان والشام 2.
وذكر اليعقوبي 3أنّ أياداً لما أرادوا الرحيل من مكة حملوا الركن علىٰ جمل فلم ينهض به، فدفنوه وخرجوا، وبصرت بهم امرأة من خزاعة حين دفنوه فلما بعدت أياد اشتد علىٰ مضر وأعظمته قريش وسائر مضر، فقالت الخزاعية لقومها:
اشرطوا علىٰ قريش وسائر مضر أن يصير إليكم حجابة البيت حتىٰ أدلكم على الركن ففعلوا ذلك، فلما أظهروا الركن صيروا إليهم الحجابة.
تضاربت الأخبار في كيفية وصول خزاعة إلىٰ زعامة مكة، وكذلك اختلفوا فيهم هل هم من قحطان أو من عدنان؟ هناك رأي يذهب إلى أنّ قبيلة خزاعة كانت تنزل حول الحرم في أيام جرهم، وأنّ أصلها من اليمن كالجرهميين، وقد هاجرت بسبب ما كان ينتظر من الدمار، الذي خلفه السيل وأقامت في مكة، فقامت خزاعة في وجه جرهم ووقع القتال بينهما، واعتزل بنو إسماعيل القتال، فتغلبت خزاعة علىٰ جرهم، وانتزعت منهم الإمارة وأجلتهم عن مكة 4.
في حين كتب الدكتور حسين أمين في الموسوعة نفسها 5: أن خزاعة خزع من قبيلة الأزد العربية الكبيرة، ويضيف أنّ معظم النسابة ينسبون هذه القبيلة إلىٰ عمر بن لحي بن حارثة. ويذكر المسعودي 6أنّ سبب تسميتهم خزاعة لما خرج عمر بن عامر وولده من مأرب انخزع بنو ربيعة فنزلوا بتهامة، فسموا خزاعة لانخزاعهم. أما صاحب الميزان 7يُسميهم الإسماعيليين، ثم نسبهم إلىٰ عمر بن لحي، وهو أول زعيم لخزاعة علىٰ مكة. ويعتقد الأخباريون أن أول من نصب