235الحجاز، فضلت له إبل فبغاها حتىٰ أتى الحرم، فأراد دخوله ليأخذ إبله، فنادىٰ عمرو بن لحى: من وجد جرهمياً فلم يقتله قطعت يده. فسمع بذلك عمرو بن الحارث، وأشرف علىٰ جبل من جبال مكة، فرأىٰ إبله تنحر ويتوزع لحمها، فانصرف بائساً خائفاً ذليلاً وأبعد في الأرض، وبغربته يضرب المثل، ثم قال هذا الشعر.
وفي رواية اليعقوبي 1. أن جرهم لما طغت وظلمت وفسقت في الحرم، وأكلوا مال الكعبة الذي يهدىٰ إليها، سلط عليهم الذر فاهلكوا عن آخرهم.
ورواية المسعودي 2تقول: لما بغت جرهم في الحرم وطغت حتىٰ فسق رجل منهم في الحرم بامرأة، بعث اللّٰه علىٰ جرهم الرعاف والنمل وغير ذلك من الآفات، فهلك كثير منهم. وكثر ولد إسماعيل وصارو ذوي قوة ومنعة، فغلبوا علىٰ أخوالهم جرهم، وأخرجوهم من مكة فلحقوا بجهينة، فأتاهم في بعض الليالي السيل فذهب بهم.
مشاريع جرهم:
1 - حلف الفضول: من مشاريع جرهم حلف الفضول الأول. وذلك أن نفراً من جرهم وقطوراء يقال لهم الفضيل بن الحارث الجرهمي والفضيل بن وداعة القطوري المفضل بن فضالة الجرهمي اجتمعوا فتحالفوا أن لا يقروا ببطن مكة ظالماً. لا ينبغي إلّاذلك لما عظم اللّٰه من حقها. ثم درس ذلك فلم يبق إلّاذكره في قريش، إلىٰ أن أعيد في حياة النبي صلى الله عليه و آله في دار عبداللّٰه بن جدعان، وقبل البعثة النبوية الشريفة 3.
2 - بناء الكعبة: والحدث الآخر بناء الكعبة بعد أن أخذها السيل وزادوا في بناء البيت، ورفعته علىٰ ما كان عليه من بناء إبراهيم عليه السلام 4.
3 - الإطعام: والشيء الآخر إطعام الطعام للوافدين إلىٰ مكة، وطبخوا الكثير