200علّمهم صِهْرُ السّيد حاجي آخوند آداب الإحرام، حيث أحرموا في وادي عقيق.
وبقينا في الإحرام ثلاثة أيام.
يوم الأحد، الثالث من شهر ذي الحجة وصلنا (وادي ليمو) . وكانت تلك البساتين موجودة هناك. ولم تَلُح لنا بيوت مسكونة في تلك المنطقة التي كان فيها الطريق كلّه من الوديان، أخذنا كمية من اللّيمون والنارنج، واللّيمون الحامض هناك هو نفسه الذي يُعْصَر في شيراز. عرب البادية لا يعرفون شيئاً عن اللّيمون الرّيان.
مكة المعظّمة:
الاثنين، الرابع من الشهر، وصلنا علىٰ بُعد فرسخ واحد إلى الاسفل من الوادي. وفي هذا اليوم لأربع ساعات بقين للغروب، بحمد اللّٰه وصلنا مكّة المعظمة.
وعلىٰ بعد فرسخين كانت توجد هناك بئر مشهورة باسم (بئر الإمام الحسن عليه السلام) .
ويبدو أنَّ جبل النور علىٰ بعد نصف فرسخ.
ليلة الخامس من ذي الحجة، جاءوا بقرب ماء من بئر زمزم، فاغتسلنا غُسل الطواف، ثم تشرفنا بالحرم الشريف. وبعد أداء الطواف، أدّينا السعي بين الصفا والمروة، وعندما رجعت إلى المنزل، كان بعضهم يقرأ المناجاة. ومن شدة الحرّ والتعب فإنني لم أتناول العشاء، فقد سقطت على الفراش لمدة يوم وليلة كالمصعوق. ثم تحاملتُ علىٰ نفسي بالرغم من ذلك وتشرّفت في الليل بالذهاب إلى الحرم. . .
والبيت الذي كان قد كُريَ لأجلنا لم يكن فيه مجلس للخدم، فشاهدنا البيت ثم غيّرنا المكان، ثم جئنا إلىٰ بيت آخر يعود لأحد الأشراف القدماء والذي يُدعى (الشريف مهدي) . أعوذ باللّٰه من الطابق العُلوي لهذا البيت، فللوصول اليه يتحتّم صعود (56) دَرْجَة بحيث ينقطع نفس الشخص من التعب. . .
مع كلّ المشقة كنا نتشرف بزيارة الحرم الشريف مرتين في اليوم، مرة في