198المترامية، وفي بعض الاماكن كان الجبل يبعد عن مثيله مقدار مئة ذراع لا غير.
ولما رجعتُ ثانية من هناك كان يبدو أن سوراً كبيراً يُحيط بهذه الصحراء.
ليلة الثلاثاء العشرين، لأربع ساعات بقين للغروب، وصلنا إلىٰ قرية يُسمونها (عربان مستة جدّة) . ونزلنا خلف حائط بستان، ثم ردّد نقيب القافلة ثانية صوته الكريه قائلاً: اِحملوا معكم ماءً كثيراً، لأننا لن نحصل على الماء خلال الأيام القليلة القادمة.
ليلة الأربعاء، الحادي والعشرين ركبنا من مستة جدّة لستّ ساعات مضين من اللّيل، ولأربع ساعات بقين للغروب أصبحنا في صحراء يدعونها (غرالية) .
وعلىٰ بُعد فرسخين بدت لنا منازل. كانت هنا أرض الأمير محمد. وبعد يومين آخرين يخرجون من أرض محمد ويدخلون أرض حربي 1.
ليلة الخميس، الثاني والعشرين من ذي القعدة الحرام، بعد طلوع القمر، تابعنا المسير. حفظنا اللّٰه بفضله وسلّمنا من كلّ سوء خلال مسيرنا في هذا الطريق؛ لنصل مقصدنا إن شاء اللّٰه بسلام.
من ليلة الخميس، الثاني والعشرين وحتىٰ ليلة الأحد الخامس والعشرين، لم يكن هناك ماء في منازلنا التي مررنا بها. يوم الأحد، وفي أثناء الطريق، وُجِدَت بئر ماء، فأخذوا من مائها الذي كان مُرّاً ومالحاً، بعدها لم نجد ماءً في المنازل الأخرىٰ حتىٰ يوم الثلاثاء، السابع والعشرين، حيث وُجِدَت بئر ماء أخرىٰ.
وكانت تكثر في هذه الصحراء أشجار اُمّ غيلان، وكان يُظَنُّ أنَّ هذه الأشجار مزروعة باليد، وكلّها مُرّتبة ومزروعة علىٰ شكل صفوف ثابتة. وأيضاً كانت هناك بعض المزروعات، والتي تُدعىٰ (الدّفلى) . وكلّما أمطرت اخضرَّت جميعها.
وكان أحد الحجّاج وهو من جرجان، والذي كانت امرأته في نفس المحفّة التي كان شخصنا فيها، وقد تخلّف يوم الأحد عن القافلة، وعندما نزلوا في الليل عُلِمَ أنّه بقي في الصحراء. فبعثنا أحدهم للبحث عنه، فجيء به صباح يوم الثلاثاء. وبعد