186وتعتبر ليلة الثالث عشر من مايو - يوم الحادث - من كلّ عام ليلة الدعاء المهمة في مزار فاطيما، إذ ينبغي وفقاً لوصية السيدة صاحبة المسبحة، قضاؤها بالدعاء والتسبيح والاستغفار، وهو درس تعلّمهُ الناس هنا من السيدة فاطيما؛ ليصبح فيما بعد واحداً من معتقداتهم وتصوراتهم الدينية. والطريف أن هذه الحشود البشرية، التي تقطع مئات الكيلومترات كلّ عام من شمال البلاد وجنوبها، قاصدة هذه المدينة المقدسة، لم يثنها عن مجيئها حرٌّ ولا برد، ولا ليل ولا نهار، بل وبعد انتهائها من الزيارة يتمتم كلّ واحد بهذه الكلمات:
«سيدتنا فاطيما! السيدة صاحبة المسبحة! السيدة هالة النور! أنا مضطر الآن للابتعاد عنكِ، ولكن أطلب من اللّٰه أن لا يجعل هذا اللقاء آخر لقائي بك، وأن يكون هذا الالتماس وهذا الشوق حيّاً في وجودي دائماً يا فاطمة! في أمان اللّٰه يا سيدتنا الطاهرة» 1.
وتعليقنا علىٰ هذه الواقعة التي جاءتنا من بعيد، من البرتغال أو بالأحرىٰ من قرية نائية من البرتغال، من بيئة مسيحية، واقعة شاهد آثارها عدد كبير، وزارها الباب نفسه 2. . .
وفي نفس الوقت تتعلق القضية بشأن إسلامي مهم هو ظهور السيدة فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه و آله ذات المسبحة 3.
ونحن نحترم السيدة مريم العذراء عليها السلام، وفي الوقت نفسه نقدس السيدة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، فهل يا ترىٰ أنّ الذي ورد صحيح مئة بالمئة؟ ذلك ما لا أستطيع أن أنفيه على الأقل. . .
ولكن أتساءل. . . لَمْ نقرأ أن مجموعة من المسيحيين ومنهم صاحبة القضية الأصلية الراهبة (لوسيا) أنهم أسلموا مع أن القضية تستحق الإسلام، هذا اذا كان التجلي لشخص فاطمة الزهراء عليها السلام، وإذا كان التجلي لشخص مريم العذراء عليها السلام فلَم نقرأ أن لمريم عليها السلام اسماً يشابه اسم فاطمة؛ لكي