130لعملهنّ الصالح؛ لخطورة تواجدهنّ في هذا البيت وأنّهنّ القدوة، التي يجب أن تكون صالحة، والاُسوة التي يجب أن تتحلّى بأرقى درجات الإيمان و الخلق الكريم. .
يانساء النبيّ من يأتِ منكنّ بفاحشة مبيِّنة يضاعف لها العذاب ضعفين. .
ومن يقنت منكُنّ للّٰهورسوله وتعمل صالحاً نؤتها أجرها مرّتين وأعتدنا لها رزقاً كريماً 1.
ثمّ راحت السماء تبيّن مكانتهنّ، وخطورتهم وتكاليفهن ما دامت قد ارتبطت حياتهنّ بهذا البيت الكريم نساءً لرسول اللّٰه صلى الله عليه و آله: يانساء النبيّ لستنّ كأحدٍ من النساء إن اتقيتنّ فلا تخضعن بالقول فيطمعُ الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً وقرن في بيوتكنّ ولا تبرجن تبرجَ الجاهليةِ الاُولى وأقمنَ الصلاة وآتينَ الزكاة وأطعنَ اللّٰه ورسوله 2وكان لابدّ لهذا الطهر ولتلكَ العفة من ستر فكان الحجاب ياأيُّها النبيُّ قل لأزواجكَ. . يدنين عليهنّ من جلابيبهنّ. . 3.
لقد كانت اُمُّ سلمة أوّل نساء هذا البيت - بعد اُمّ المؤمنين خديجة بنت خويلد - رضوان اللّٰه عليها - وعياً لدورها الرسالي، كما كانت أكثر نساء النبي التزاماً بهذا كلّه وأسرعهنّ طاعة للّٰهورسوله، وعاشت حياتها الإيمانية ومسؤوليتها الرسالية ووظيفتها الشرعية علىٰ أكمل وجه حتّىٰ وفّقت لأن تكون أفضل نسائه صلى الله عليه و آله وأصدقهنّ وأخلصهنّ في تحمّل أمانة هذا البيت الكريم ورسالته. . بعد أن قُدر لها أن تكون من نسائه صلى الله عليه و آله، وعاشت في كنفه، وظلّت في بيته كأتقى نسائه وأفضلهنّ بعد خديجة رضوان اللّٰه عليها طهارةً وعفّةً وإيماناً وجهاداً وعلماً. . فقد راحت تتغذى من علمه صلى الله عليه و آله وأدبه وسنّته، وتستقي من مصدر الوحي الذي مافارق منزلها. . وبرزت اُمّاً للمؤمنين بنصّ القرآن الكريم وهو وسام منحته السماء. . وحفظت امُّ سلمة ذلك ورعته ووعته مسؤوليةً كُبرى، وراحت تكثر الشكر للّٰهتعالى على هذه النعمة. . مما جعلها مثلاً أعلى في إيمانها وعبادتها وورعها. . فنالت بذلكَ حبّ اللّٰه تعالى وحبّ رسوله صلى الله عليه و آله وأهل بيته