129
وأزواجُهُ أُمهاتُهم اُمُّ سلمة
حسن الحاج
إنّ الكتابة عن اُمّ المؤمنين اُمّ سلمة وحياتها المضيئة، كتابة عن أطهر بيت عرفته الدُّنيا، وأعظم مكان صنعته السماء وباركته. . وكيف لا يكون كذلك وقد رعته يدُ الغيب؛ ليكون مبعث الطهر كلّه ونبع الخير كلّه، ومصدر العطاء كلّه، ومشعلاً للهداية، ومدرسةً للخُلق الكريم والأدب الرفيع وقدوةً ورحمةً للعالمين. . .
لقد كان هذا البيت مأوى الرسالة ومهبط الوحي، ومنزل القرآن ومبعث النور، الذي حمله صاحب هذا البيت رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله الذي وصفه اللّٰه تعالى في كتابه الكريم: وإنّك لعلى خُلق عظيم فكان هذا الخُلق يواكب البيت الأوّل للدين الجديد. . وصارت عفته محطّ اعجاب مَنْ حوله وصار القدوة لهم والاسوة الحسنة قربوا أم بعدوا عنه. ولما يتركه من آثار خطيرة - إذا ماعصفت حوله المغريات. .
على مسيرة الرسالة والرساليين. . تولته السماء، وراحت تُرسل آياتها الكريمة مبينة أهمية هذا البيت ومرشدة نساءه إلى مكانتهنّ ودورهنّ الرسالي ووظيفتهنّ. وفي الوقت الذي ضاعفت السماء العذاب لمن تأتي منهنّ بفاحشة، جعلت الأجر مرّتين