69ومن ذلك سميت المرأة بالحُرمة. والحرمةُ، حرمة الرجل وأصله وجمعها حُرَمٌ 1. . .
والمحرم ما حرّمَ اللّٰه تعالىٰ، ومن ضمن ما حرم اللّٰه تعالى النساء اللاتي حرم على الرجال نكاحهنّ أو تحريم العقد عليهن لأنه حقيقة فيه. . . أي يمتنع نكاحهنّ ولهذا بينت الآية 23 من سورة النساء ما حرم على الرجال من النساء أي ما امتنع:
حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وامهاتُكم اللاتي أرضعنكم واخواتكم من الرضاعة وأمهات نسائكم وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهنَّ فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم وحلائلُ أبنائكم الذين من أصلابكم وأن يجمعوا بين الأختين. . . 2.
فالآية - بعد تقدير المضاف أي نكاح أمهاتكم لاستحالة تحريم الذوات - بيّنت المحرمات من النساء، نسباً أو سبباً «رضاعة ومصاهرة» علىٰ تفصيل ذكر في هذه المسألة في كتب التفسير والفقه. اضافة إلىٰ زوجة الأب علىٰ تفسير ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء. . . 3فهي من المحارم، فيجوز للمرأة السفر مع محرمها بالنسب والسبب، هذا وإن ضابط المحرم عند الفقهاء هو مَن حرم عليه نكاحها على التأبيد بسبب مباح لحرمتها بنسب أو سبب وبالتالي يجوز لها أن تسافر مع كل واحد من هؤلاء باعتباره المحرم.
وقد عثرتُ علىٰ رأي للحنابلة، يجعلون فيه الزوج من المحارم قال الحنابلة:
المحرم الذي يشترط للسفر مع المرأة للحج يشمل زوجها ومن تحرم عليه على التأبيد بنسب كأبيها، أو الرضاع كأخيها من الرضاعة، أو المصاهرة كأبي زوجها وابن زوجها. ودخل الزوج في مفهوم المحرم هنا مع كونه يحلّ لها وتحلّ له؛ لحصول المقصود بسفره معها وهو حفظها وصيانتها.
فقد جعلوا الزوج من المحارم لأنه يؤدي الفرض نفسه الذي يؤديه المحرم في