243
مبعوث آخر:
كان تاج الدين علي بن عبد اللّٰه الشريف مبعوثاً آخر من قِبَلِ شاهرخ، حمل معه هدايا ورسالة تتضمّن إثارةً للمقترح السابق، وكان تاج الدين صهر السيّد الشريف الجرجاني، كما روىٰ ابن حجر الذي كان قد رآه بنفسه: وصل المبعوث المذكور في 27 محرم 838ه. قام شاهرخ بذكر نذره السابق في الرسالة حول إرسالة حُلّة للكعبة الشريفة لتعليقها داخل الكعبة، وطلب من الملك الأشرف إرسال مبعوث من قبله الىٰ هرات ليستلم الحلّة المذكورة.
فدعا الملك الأشرف قضاةً من المذاهب الأربعة، وأقام لهم مجلساً، وقرأ عليهم اقتراح شاهرخ، وطلب منهم إبداء رأيهم، وإصدار فتوىٰ بهذا الشأن.
فأجاب قاضي القضاة بدر الدين الحنفي: أنَّ مثل هذا النذر لا أساس له.
هذا وقد انتقد ابن حجر قضاة المذاهب الأربعة أشدّ انتقاد، وذكر بعض أجوبتهم، التي لا تنسجم ومنطق العقل. وذكر ما قوله: «لقد قام بعض القضاة بكتابة الأسئلة والأجوبة المتعلّقة بهذا الموضوع دون أن يُطْلَبَ منهم ذلك. وكتب البعض الآخر قائلين: إن من شأن هذا النذر أن يعطّل الوقف وهو ممّا لا يجوز» .
وكتب أحدهم يقول: «إنّه لما كان هذا العمل من شأنه أن يتحكّم بسلطان مصر فهو غير جائز» . وأمّا السلطان فقد كان رأيه غَلْق هذا الباب تماماً؛ لئلا يتيح لسلاطين آخرين فرصة إكساء الكعبة. ويذكر ابن حجر أن رأيه كان كما قال السلطان؛ لأنّ من شأن هذا العمل أن يفتح المجال للآخرين للدخول الىٰ هذا الملعب.
ورافق الشريف تاج الدين، أثناء عودته الىٰ خراسان، اُقطوة موساوي مؤيّدي المضيّف حاملاً رسالة جوابية من السلطان في مصر الىٰ شاهرخ.
أمر الكعبة مناطٌ بملوك مصر:
وكتب الأشرف في رسالته الىٰ شاهرخ: أنَّ مسألة إكساء الكعبة الشريفة أمرٌ مناطٌ بملوك مصر ومتعلّق بهم دائماً وهم، أي ملوك مصر، يقومون بتهيئة الأموال