240شاهرخ ميرزا (ولد سنة 850ه) بن الأمير تيمور غوركان.
طموح وهمّة شاهرخ:
اعتلىٰ شاهرخ عرش خراسان الكبيرة بعد وفاة الأمير تيمور سنة 807ه.
واتّخذ هرات عاصمة لحكمه. وتُعدّ فترة حكمه بحقّ من ألمع فترات الحكم وأكثرها ازدهاراً في مجال العلم والفن والعمارة والبناء في هذه البقعة من الأرض. وكانت فكرة إكساء الكعبة حلّتها تدور في ذهنه منذ ارتقائه عرش أبيه، وكانت هي أمله الوحيد الذي كان حِكراً على الحكام العرب حتىٰ ذلك الحين، ولم يكن لأحد من العجم حَقٌّ في أداء ذلك على الإطلاق.
وكان شاهرخ في الحقيقة يهدف من وراء كلّ ذلك الحصول علىٰ شرف معنويّ لا مثيل له أوّلاً، وثانياً كان يريد كسر طَوق التمييز بين مختلف الأقوام المسلمة والنهج اللامنطقي لمماليك مصر، وثالثاً العروج الى المرتبة العُليا بين الاُمم.
يصف عبد الرزاق السمرقندي، صاحب مطلع السعدين، شاهرخ بأنّه «كان يحمل في جنباته دوماً طموحاً لا يُقاوم وهو إكساء بيت اللّٰه الحرام بالحلّة علىٰ يديه متىٰ طُلِبَ منه ذلك، إلّاأن هذا الطموح لم يكن ليحدث علىٰ أرض الواقع دون إذنٍ من سلطان مصر» .
المحاولة الأولىٰ:
شرعَ شاهرخ بإعداد أرضية مناسبة لمحاولته الأولىٰ منذ عام 833ه. ويذكر مؤرخو مصر أن مبعوث شاهرخ ملك شرق (خراسان) وصل الى القاهرة في 24 محرّم سنة 833ه. وقام بتسليم الملك الأشرف رسالة من السلطان المذكور. وأمّا الرسالة فقد تضمّنت ثلاثة أمور رئيسية، هي:
الأمر الأول: كان شاهرخ قد طلب في الرسالة في بداية الأمر اهداءه كتابَيْنَ هما: