239روى القلقشندي في «صبح الأعشىٰ» نقلاً عن «أخبار مكّة» للأزرقي قوله:
إنَّ أسعد الحميري (من تابعية اليمن) كان أول من كسا الكعبة الشريفة بالحُلّة في زمن الجاهلية.
حُلّة الكعبة أيام الجاهلية:
كانت الكعبة الشريفة تُكسىٰ بأقمشة وحُلَل ملوّنة ومتنوعة في الجاهلية.
وكانت تلك الحُلّة في الزمن المذكور تُصْنَعُ وتهيئ بمعونة مختلف القبائل ومساعدة الجماعات وهمّتهم، حتىٰ اقترح أحد التجّار آنذاك - ويُدعىٰ أبو ربيعة عبد اللّٰه بن عمرو بن مخزوم، وكان يعمل بالتجارة مع اليمن - أن يقوم هو بإكساء الكعبة سنة ويُلبسها كسوتها وتقوم قريش كلّها بذلك سنة اُخرىٰ. فاستمرّ ذلك النهج حتىٰ توفي أبو ربيعة. والجدير بالذكر أنّ الكعبة كانت تُكسىٰ بالنّطع (وهو نوع من الجلد) مدّة من الزمن.
في صدر الإسلام وما بعده:
كُسيت الكعبة أيام حياة رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله بالنسيج اليمانيّ، وسار الخلفاء الراشدون علىٰ هذا النهج كذلك. وكان لون تلك الحُلّة في تلك الأيام أبيض أحياناً أو أحمر أحياناً اُخرىٰ. وأمّا خلفاء بني العباس الذين كان شعارهم اللون الأسود فقد ألبسوا الكعبة بلباس أسود أيضاً.
فلمّا استولىٰ ملوك مصر على الحجاز اقتصرت مسألة إكساء الكعبة عليهم وحدهم، فدام هذا النهج حتى القرن التاسع للهجرة.
وأمّا الحَدَث الذي نحن بصدده في هذه المقالة فيرجع تأريخه إلى النصف الأول من القرن التاسع الهجري، وذلك أيام حكم المماليك في مصر - الملك الأشرف حتى الملك الطاهر - وحاكم خراسان أو كما يسميه المؤرخون العرب ب «ملك الشرق»