229
عميق. . . فإن المدينة صارت بلداً وحرماً مقدساً بجهد نبيّ واحد محمد صلى الله عليه و آله، فهو قدشارك مشاركة كبيرة في الأولى، وهو المؤسس في الثانية.
فهل من ضوء يسلط على هذا الدور الكبير وتلك المشاركة العظيمة؟ !
نعم فإنّ المدينة المنورة التي كان لها شرف إحتضان دعوة رسول المحبة صلى الله عليه و آله ومنها انتشر الدين الإسلامي الحنيف الى أصقاع الأرض، وإذا جاز لنا القول: إنّ الدين بدءُه مكّي واستمرارة ودعوته وعطاؤه مدني، فإنك لا تستطيع أن تسقط من حساباتك ما قام به الأنصار من احتضان لإخوانهم المهاجرين من مكّة، ومن التضحيات الجسام التي قدموها في سبيل الدين الجديد، فطيبة هي القاعدة التي انطلقت منها جحافل الإيمان والنور ومشاعل الهداية إلىٰ بقاع الأرض جميعاً، وهي التي زحفت لتقاتل صناديد قريش في بدر وأحد والأحزاب وغيرها بمشاركة أكيدة وصميمية من إخوانهم المهاجرين تحت قيادة رسول الأمة صلى الله عليه و آله وقد جاء في فضل المدينة أحاديث صحيحة منها.
1 - إن الإيمان ليأرِز الى المدينة كما تأرِز الحيّة إلىٰ حجرها. أي ينضم ويجتمع بعضه إلىٰ بعض فيها.
2 - صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلّاالمسجد الحرام.
وكلّ عمل بالمدينة بألف.
3 - لمّا دخل رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله المدينة قال: «اللّهم حبّب إلينا المدينةَ كما حببتَ إلينا مكةَ أو أشد، وبارك في صاعها ومدّها.
4 - عن علي عليه السلام «لا تشدّ الرحال إلّا إلىٰ ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجد رسولاللّٰه صلى الله عليه و آله ومسجد الكوفة.
* الدعاء كان السمة البارزة في حركة نبي اللّٰه إبراهيم عليه السلام، وهو يترك أهله بوادي غير ذي زرع، وهو يبني الكعبة، وهو يدعو الناس لحجّها، وهو يؤدي مناسك الحج نراه يدعو بالأمان وبالرزق الوفير؛ لأنه يعلم أنّ تلك المناسك الشاقة لا يمكن أن تؤدىٰ دون أن يتوفر عنصرا الأمن والرزق. . . وأن قوافل الإيمان التي يُراد لها أن تنطلق لا يمكنها أن تؤدي دورها على أحسن