158الجنوب، وهناك اثنان آخران إلى الشمال. كما أن هناك بعض قطع الأراضي الخضر حول المدينة، التي تُسقىٰ من مياه الآبار.
إن ضرب الطبول معمول به في مكّة المكرّمة، حيث تُقرع الطبول عصر كلّ يوم أمام باب البيت، وكذلك تُستخدم بعض الآلات الموسيقية بلا أيّ مانع.
أمّا الطرق في مكّة المكرّمة فهي عبارة عن سوق مُغطّى وزقاق توجد علىٰ جانبيه مبانٍ ذات طوابق ثلاثة أو أربعة، لذلك فإن الهواء فيها غير طَلِق، وليس هناك أي ساحة أو عراء لتنفّس الهواء الطلق، عدا صحن المسجد وميدان خارج المدينة يقع الى الشمال منه.
الصفا والمروة:
وهما جبلان صغيران يقعان علىٰ طرفي المسجد الحرام، علىٰ مسافة ثلاثمائة ذراع، ويقع الصفا علىٰ حافة جبل «أبو قبيس» ، والمروة الى الشمال من المسجد علىٰ حافة جبل آخر، ويصل بينهما طريق عام وسوق، يقع المسجد الحرام علىٰ أحد ضلعيه، وعلى الضلع الآخر هناك المباني والدكاكين، وقطعة الأرض هذه مقدّسة ومشرّفة جدّاً، ولا يوجد أي شك في أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله وقبله عدد من الأنبياء، وكذلك الأئمة الطاهرون وأولياء اللّٰه قد قطعوا هذه المسافة تكراراً، ومع كلّ هذا فإن عرب مكّة قد جعلوا قطعة الأرض هذه من أوسخ الأماكن، وصارت مأوى لمعظم كلاب مكّة.
قُدُماً نحو المدينة الطيبة:
بعد أن أنهينا المناسك، غادرنا مكّة المكرّمة في 27 من ذي الحجة، عازمين على الذهاب إلى المدينة الطيبة، ووصلناها في أواسط شهر محرم الحرام، وتسمىٰ أيضاً مدينة النبيّ صلى الله عليه و آله وفي السابق كانت تدعىٰ ب (يثرب) ، وهي مدينة لها من الشرف والمنزلة ما لمكّة. تقع في أرض سهلة علىٰ مسافة ستة وخمسين فرسخاً إلى الشمال الغربي من مكّة، وتقع علىٰ خط طول 11 درجة غرب طهران، وعلىٰ خط