159عرض 25 درجة شمالاً، وتضمّ ألفاً ومئتي أسرة، وهي ملجأ سيد المرسلين عند هجرته من مكّة، وفيها عدّة مدارس، ويقصدها الحجيج بعد زيارة مكّة وذلك لزيارة قبر الرسول الكريم صلى الله عليه و آله.
المدينة بلدة محصورة، ولم يبقَ أيّ أثر من الخندق القديم سوىٰ آثار قليلة في بعض النقاط، وقد هُدّم مسجد الرسول صلى الله عليه و آله، وبنى السلطان عبدالحميد خان مكانه مسجداً فاخراً في ظاهره وكبيراً، ولم يبق شيء من آثار المسجد القديم المقدّس غير المقاييس، والحدود التي نُقِشت على الأعمدة الصخرية، مثل حدود مسجد النبي صلى الله عليه و آله، وموضع عمود حنّانة، وموضع محراب ومنبر النبي صلى الله عليه و آله وأبواب بيته، التي تُعرف بباب جبرائيل وباب ميكائيل. . . الخ، وحدود بيت الزهراء سلام اللّٰه عليها، وأمثال ذلك، وياليت أبنية الطين تلك باقية لحد الآن! وأمّا اليوم، فالمدينة لا تشبه بأي حالٍ من الأحوال المدينة القديمة، فجميع المباني هي من الحجر المنحوت ومعظمها ذات ثلاثة أو أربعة طوابق، وقد بُنيت بشكل خاص علىٰ تلك المساحات من الأرض، وعرض الزقاق فيها ثلاث أو أربع أذرع. ولكل طابق منها باب للخروج من كلا الطرفين إلى الطابق الثالث والرابع، حيث يمكن الانتقال من على سطح الدار في هذا الزقاق إلى الطرف الآخر، وتشبه سقوفها الىٰ حدٍّ كبير السقوف «الجملونية» أو ما تسمىٰ بالسقوف «الموشورية» علىٰ طول الزقاق.
وقد ارتفع المرقد الطاهر للرسول صلى الله عليه و آله وقبر الشّيخين بشكل مشابه لحرم بيت اللّٰه، فهو مربّع الشكل، وغطّيت هذه القبور بالقماش، وتقع مع قبر الزهراء (عليها السلام) علىٰ جهة واحدة من المسجد. وأمّا المسجد فهو مكوّنٌ من صحن كبير اُحيط من أطرافه بالأعمدة والايوانات. ونقش في أعلى الأعمدة اسم «اللّٰه» والاسم المبارك للرسول صلى الله عليه و آله وأسماء العشرة المبشرين بالجنة، وأسماء «الأئمة الأطهار» بالذهب وبخط جليّ وواضح.
هذا، ويرجع عهد بناء هذا المسجد ومتعلقاته الى السلطان عبدالحميد خان.