157
مكان العمرة:
وهناك مكان العمرة، وهو أحد حدود الحرم الشريف، ويبعد مسافة نصف فرسخ الى الغرب من مدينة مكّة، ففي هذا المكان توجد علامة حدّ الحرم، وهناك أيضاً مسجد ومسبح ومقهىٰ، فكلّ من كانت له نيّة العمرة المفردة، يغتسل هناك، ومن ثمّ النيّة، فالإحرام، ثم يرجع.
منىٰ وعرفات:
ومن توابع مكّة أيضاً، منىٰ وعرفات، وتقعان الى الشمال من مدينة مكّة، وتبعد منىٰ مسافة نصف فرسخ، وفيها مباني عالية، تستخدم كمساكن للحجاج والتجار أيام موسم الحجّ، أما في بقية الفصول فتكون أماكن للنزهة والسياحة لأهل مكّة. ويوجد فيها مسجد يسمىٰ (مسجد الخيف) حيث يبلغ طوله مئة وعشرة أذرع، ويبلغ عرضه تسعين ذراعاً، وإلى الشمال منه تمتد صحراء، فيها أعداد لا تُحصىٰ من الأغنام التي جيء بها كقرابين للحجيج، ولقد شاهدتُ كذلك وجود بعض الماعز الفريد، حيث لا يوجد أي تشابه بينه وبين الماعز في إيران، فجسمه شبيه تماماً بالغزال، له شعر قصير، ناعم وبرّاق، وعلىٰ جلده وبر شبيه بما هو موجود علىٰ جسم النمور.
إن القرابين في منىٰ تُعطىٰ لجماعة من الزنوج، الذين يقومون بفرش لحومها علىٰ صخور الجبال تحت أشعة الشمس لتجفيفها بسرعة، ثم بعد ذلك يقومون بخزنها لمؤونة سنتهم.
وقد قاموا بحفر عدّة حُفَر لدفن فضلات ودماء الذبائح، ولكن الحجاج لم يعيروها أي أهمية، فكلّ حاج يقوم بذبح أضحيته أمام خيمته، فكان هذا العمل سبباً خطيراً في التلوث الشديد، بالرغم من أنّ هؤلاء الزنوج يقومون بنقل الفضلات بعد ذلك تدريجياً.
لا يوجد في مكّة المكرّمة أيّ حقل أو خُضرة، عدا حقل نخيل واحد يقع إلى