234المهدي في المدينة، ومع مَن يعيش؟
- كما يعمل الخضر ويعيش. . أما قرأت قصّة موسى والخضر عليهما السلام في القرآن؟
- بلى، وهل يعتقد كلّ العلماء بأنّ الخضر ما زال حيّاً يرزق؟
- نعم، فقد وردت الروايات الصحيحة عندنا بأنّه ما زال حيّاً ويقوم بعمله، وثبت ذلك عند أكثر علماء السنّة، فقد ذكر في مجموع النووي في مسألة استحباب تعزية أهل الميت بمصابهم، ذكر استدلال العلماء على ذلك بتعزية الخضر لأهل بيت النبيّ عند وفاته صلى الله عليه و آله.
اِقرأ قصة الخضر في القرآن؛ لتعرف أنه مأمور من اللّٰه - تعالى - بعمليات خاصّة إذا صحّ التعبير، وأنّ نبيّ اللّٰه موسى عليه السلام قد رافقه ليوم أو يومين فرأى منه ما لم يستطع عليه صبراً!
وقد ورد عن النبي صلى الله عليه و آله أنّه قال:
رحم اللّٰه أخي موسى لقد عجل على العالِم، أما إنّه لو صبر عليه لرأى منه العجائب!
ولابدّ من أنّ نبيّنا صلى الله عليه و آله قد رأى هذه العجائب!
- وما هي هذه العجائب؟
- ياصاحبي! إنّإدارة اللّٰه - تعالى - وربوبيّته لنا تشبه كرة الثلج في الماء لا يظهر منها إلّاعشرها، بينما تخفى علينا تسعة أعشارها!
وكلّ مرحلة باطنة من إدارته - عزوجل - أعجب من التي قبلها، وأصعب فهماً؛ لأنّها كما يظهر تتمّ بقوانين ووسائل أعمق من التي قبلها!
وما أدري أين هو موقع نبيّنا وآله صلى الله عليه و آله من هذه المراحل، ولكن أدري أنهم نور اللّٰه في الأرض، يجري - عزوجل - على أيديهم ما يشاء من الأفعال.
- يعني مثل الرزق والموت والحياة؟
- وما المانع من ذلك؟ هل تريد أن تمنع اللّٰه - تعالى - من أن يوكّل أحداً بفعل من أفعاله! أو تمنع عطاءه