233بنى - سبحانه - أكثر أفعاله على الاسرار، حتى إنه قال لنبيّه موسى عن الآخرة: إنّ الساعة آتيةٌ أَكاد أُخفيها لِتُجزى كلُّ نفسٍ بما تسعى 1!
- وعلى هذا يحقّ للآخرين أن يتهمونا بأنا نجعل الأنبياء والأئمة شركاء للّٰهتعالى!
- تعالى اللّٰه عن ذلك. . لا يحزنك يا صاحبي الذين يتّهمون المسلمين بالشرك، واسألهم:
إذا ثبت بآية أو بحديث صحيح أنّ اللّٰه - تعالى - يجري قسماً من أفعاله بواسطة ملائكته ورسله وأوليائه، فقبلنا ذلك وآمنّا به، هل نكون مشركين؟ !
أَما قرأت قوله تعالى: قُل إِن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين سبحان ربّ السماوات والأرض ربّ العرش عما يصفون 2؟
يعني: أيها النبي، قل أنا تابع لما يأتيني من ربي، فإذا أخبرني أن له ولداً، وأمرني بعبادته، فأنا أول العابدين، لكنه تعالى عن ذلك.
ونحن نقول: إذا دلّنا الدليل من كتاب اللّٰه - تعالى - أو سنّة نبيّه صلى الله عليه و آله على أنّ اللّٰه - تعالى - يجري بعض أفعاله بواسطتهم، فنحن نسمع ونطيع ونعتقد بذلك، وهو عين التوحيد، ونقول لمن يتّهمنا: اِفهموا التوحيد قبل أن تتّهموا الناس بالشرك.
كأنّ هؤلاء يضعون شرطاً على اللّٰه - تعالى - لتوحيده! ! وهو أن تكون أفعاله - عزوجل - مباشرة بدون واسطة، أو تكون بواسطة الملائكة دون غيرهم من البشر والمخلوقات. .
أما نحن فنوحّده - تعالى - بدون شرط، ونقبل أفعاله بأيّ واسطة أجراها، ونعتقد بأنّ فعل أمنائه هو فعله على حدّ تعبير أمير المؤمنين عليه السلام. .
فأيّ التوحيدين أرقى. . وأعمق؟
- حقاً، إنها فكرة عميقة أسمعها لأوّل مرّة، نعم، إنّ التوحيد الصحيح هو التوحيد بلا شروط، وإلّا لصار الشرط شركاً! . .
حسناً. . ماذا يعمل الإمام