235لأنبيائه؟ !
ما المانع من أن يأمرهم اللّٰه - تعالى - بشيء من ذلك، ويعطيهم القدرة عليه، فيفعلونه بأمره وإذنه، لا بأمرهم وقدرتهم؟ فإنّما هم عباد مخلوقون ليس لهم من الأمر شيء، ولكنهم عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون 1.
- وهل يوجد الآن غير الخضر والإمام المهدي مأمورون بهذا النوع من العمليات الخاصة؟
- تقول بعض الروايات:
«قال موسى عليه السلام: بينا أنا والخضر على شاطئ البحر، إذ سقط بين أيدينا طائر، فأخذ في منقاره قطرة من ماء البحر، ورمى بها نحو المشرق، وأخذ منه ثانية، ورمى بها نحو المغرب، ثمّ أخذ ثالثة ورمى بها نحو السماء، ثمّ أخذ رابعة ورمى بها نحو الأرض، ثمّ أخذ خامسة وألقاها في البحر، فبهتّ أنا والخضر من ذلك وسألته عنه؟ فقال: لا أعلم.
بينما نحن كذلك فإذا صياد يصيد في البحر، نظر إلينا وقال: ما لي أراكما في فكرة من أمر هذا الطائر؟ فقلنا له:
هو ذاك. فقال: أنا رجل صياد وقد علمت إشارته، وأنتما نبيّان لا تعلمان؟ ! فقلنا: ما نعلم إلّاما علّمنا اللّٰه عزوجل» .
من هذه الرواية وأمثالها نعرف أن للّٰه- تعالى - أولياء معتمدين متعددين يجري ما يريده من أفعال بواسطتهم، وقد قال عزوجل: وللّٰه جنود السماوات والأرض 2وقال:
وما يعلم جنود ربك إلّاهو 3!
ولكن يبقى للإمام المهدي عليه السلام موقعه المميز في جنود اللّٰه - تعالى - وأوليائه.
فإنّ الأحاديث الثابتة تقول: إنّ مسألة النبي وأهل بيته مسألة مميزة من الأساس، وأنّ اللّٰه - تعالى - قد خلق نور محمد وأهل بيته قبل أن يخلق آدم وينفح فيه من روحه!
كنت رأيت هذه النصوص في مصادرنا، ثمّ رأيتها في مصادر إخواننا