213العويد 1، فتناخرت بطارقته، فقال: وإن تناخرتم واللّٰه، اِذهبوا، فأنتم شيوم في أرضي - والشيوم: الآمنون - مَن سبّكم غرم، ثمّ من سبّكم غرم، ثمّ مَنْ سبّكم غرم، فأنا ما أحب أن لي دَبْراً وأني آذيتُ رجلاً منكم - والدبر بلسانهم:
الذهب - فواللّٰه ما أخذ اللّٰه تعالىٰ مني الرشوة حين ردّ علي ملكي فآخذ الرشوة منه، ولا أطاع الناس فيّ فأطيع الناس فيه، ردوا عليهما هداياهما، فلا حاجة إلي بها، وأخرجا من بلادي. فرجعا مقبوحَيْن مردوداً عليهما ما جاءا به. فأقمنا مع خير جار، وفي خير دار.
فلم ينشب أن خرج عليه رجل من الحبشة ينازعه في ملكه، فواللّٰه ما علمنا حزناً حزنّا قط كان أشدّ منه فرقاً من أن يظهر ذلك الملك عليه، فيأتي ملك لا يعرف من حقنا ما كان يعرفه، فجعلنا ندعو اللّٰه ونستنصره للنجاشي، فخرج إليه سائراً. . . فهزم اللّٰه ذلك الملك وقتله، وظهر النجاشي عليه. . . فواللّٰه ما علمنا فرحنا بشيء قط فرحنا بظهور النجاشي، ثمّ أقمنا عنده حتىٰ خرج من خرج منا راجعاً إلىٰ مكة، وأقام من أقام. . . 2وفي رواية ثانية ذكرها أبو نعيم في حليته عن بردة عن أبيه:
قال: لما أمرنا رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله أن ننطلق مع جعفر بن أبي طالب إلىٰ أرض النجاشي، فبلغ ذلك قريشاً، فبعثوا عمرو بن العاص، وعمارة بن الوليد، فجمعوا للنجاشي هدية، فقدمنا وقدما على النجاشي، فأتياه بالهدية فقبلها، وسجدا له. ثم قال له عمرو بن العاص: إنّ أناساً من أرضنا رغبوا عن ديننا وهم في أرضك.
قال لهم النجاشي: في أرضي؟ قالوا: نعم، فبعث إلينا.
فقال لنا جعفر: لا يتكلم منكم أحد، أنا خطيبكم اليوم، فانتهينا إلى النجاشي وهو جالس في مجلس وعمرو بن العاص عن يمينه، وعمارة عن يساره، والقسيسون والرهبان جلوس سماطين سماطين، وقد قال لهم عمرو وعمارة: إنّهم لا يسجدون لك، فلما انتهينا بدرنا مَنْ عنده من القسيسين والرهبان: