214اسجدوا للملك. فقال جعفر: لا نسجد إلّاللّٰهعزّوجلّ.
قال له النجاشي: وما ذاك؟ قال: إنّ اللّٰه تعالىٰ بعث فينا رسولاً وهو الرسول الذي بشر به عيسىٰ عليه السلام.
قال: من بعدي اسمه أحمد. فأمرنا أن نعبد اللّٰه لا نشرك به شيئاً، ونقيم الصلاة ونؤتي الزكاة، وأمرنا بالمعروف ونهانا عن المنكر.
فأعجب النجاشي قوله. فلما رأىٰ ذلك عمرو بن العاص، قال: أصلح اللّٰه الملك إنهم يخالفونك في ابن مريم.
فقال النجاشي لجعفر: ما يقول صاحبكم في ابن مريم؟
قال: يقول فيه قول اللّٰه عزّوجلّ: هو روح اللّٰه وكلمته، أخرجه من البتول العذراء التي لم يقربها بشر، ولم يفترضها ولد.
فتناول النجاشي عوداً من الأرض فرفعه، فقال: يا معشر القسيسين والرهبان ما يزيد هؤلاء علىٰ ما تقولون في ابن مريم ما يزن هذه. ثمّ قال: مرحباً بكم وبمن جئتم من عنده.
وأنا أشهد أنه رسول اللّٰه، وأنه الذي بشر به عيسىٰ عليه السلام ولولا ما أنا فيه من الملك لأتيته حتىٰ أقبل نعله. امكثوا في أرضي ما شئتم. وأمر لنا بطعام وكسوة وقال: ردوا علىٰ هذين هديتهما 1.
وفي حلية الأولياء أيضاً كان جواب جعفر: أيها الملك كنا قوماً أهل جاهلية نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف. وكنّا علىٰ ذلك حتىٰ بعث اللّٰه تعالى إلينا رسولاً منّا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى اللّٰه تعالىٰ لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنة. وأمرنا أن نعبد اللّٰه