215وحده لا نشرك به شيئاً. وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام. قال: - فعدد عليه أمور الإسلام - فصدقناه وآمنا به، واتبعناه علىٰ ما جاء به من اللّٰه عزّوجلّ، فعبدنا اللّٰه وحده، فلم نشرك به شيئاً، وحرمنا ما حرم علينا، وأحللنا ما أحل لنا. فعدا علينا قومنا فعذبونا وفتنونا عن ديننا؛ ليردونا إلىٰ عبادة الأوثان من عبادة اللّٰه عزّوجلّ، وأن نستحل ما كنّا نستحل من الخبائث، فلما قهرونا وظلمونا وضيقوا علينا وحالوا بيننا وبين ديننا، خرجنا إلىٰ بلادك، فاخترناك علىٰ مَنْ سواك، ورغبنا في جوارك، ورجونا أن لا نظلم عندك أيها الملك. . .
ولما أرسلت قريش مبعوثيها إلى الحبشة، يقول ابن هشام في سيرته 1:
فقال (ابو طالب) حين رأىٰ ذلك من رأيهم وما بعثوهما فيه، أبياتاً للنجاشي يحضّه علىٰ حسن جوارهم والدّفع عنهم:
ألا ليتَ شعري كيف في النأي جعفرٌ
أما لماذا جعفر؟ !
لقد كان جعفر ومعه زوجته أسماء الوحيد من بني هاشم ممّن قد خرج إلىٰ أرض الحبشة مهاجراً، والذي أعتقده أن جعفراً لم يكن من الذين اضطُهِدوا من قبل قريش، ولم يتعرض إلىٰ ما تعرض له بقية المسلمين لما يتمتع به من منعة عشيرته ومكانتها - وإن كان هناك غيره لم تستطع قريش من اضطهاده - إلّاأن لجعفر قدرات ذاتية اكتشفها رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله فيه ستجعل له دوراً رسالياً مهماً في الحبشة. وإذا ما تعرض المهاجرون - الذين كان عددهم أكثر من 80 مهاجراً - إلىٰ