183القحط قد يكون بحصول ما يحتاج إليه من الأغذية، وقد يكون بالتوسعة فيها فهو بالسؤال الأول طلب إزالة القحط، وبالسؤال الثاني طلب التوسعة العظيمة 1.
وهناك فريقٌ سابع يقول: إن المقصود بالأمن هو أن اللّٰه تعالىٰ آمن هذا البلد وأهله من الخسف والمسخ وكما يقول الزحيلي: ويحميه سبحانه وتعالىٰ من الخسف والزلزال والغرق والهدم، ونحو ذلك من مظاهر سخط اللّٰه علىٰ بلادٍ أخرىٰ 2.
أقول: نعم قد تكون مكّة بعيدة عن الحوادث والظواهر الطبيعية، التي تأتي تعبيراً عن سخطه تعالىٰ وعقوبة منه كما حدث لبعض الأقوام حينما سخط عليهم، وكان سخطه هذا عذاباً حلّ بهم، وعقوبة جماعية نزلت عليهم؛ بسبب كفرهم وطغيانهم وتكذيبهم الرسول والأنبياء، وقد حدّثنا القرآن عن:
قوم لوط ثمّ دمرنا الآخرين وأمطرنا عليهم مطراً فساء مطر المنذَرين 3.
قوم شعيب فكذّبوه فأخذهم عذاب يوم الظلّة. . 4.
فرعون وقومه فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليمّ. . 5.
قوم ثمود . . فأخذتهم الصاعقة. . 6.
قوم عاد فلما رأوه عارضاً مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم. . . 7فهذه تكون مكّة بمنجاة ومأمن منها؛ لأنه تعالىٰ لا يخلف وعده لمكّة بالأمن ولا ينقضه. . .
أما الظواهر الطبيعية كالسيول والعواصف وغيرها التي تأتي بأسبابها الطبيعية وليست تعبيراً عن سخط اللّٰه وغضبه، فهي تصيب مكة وبالتالي تخلّ بالأمن التكويني علىٰ فرض صحته وحتىٰ إن كانت لا تعدّ شراً إذا عرفنا أنها حالات يستوجبها النظام الكوني العام، وهي جزء من ديمومته واستقراره، وليست حالات شاذة عنه ومخالفة للحكمة الإلهيّة ونظامها ودقتها، وإذا ما نظرنا إليها نظرة عامة في إطار ذلك النظام الكوني، وليست نظرة انعزاليه عنه أو ضيقة. . ولكنّها مع